شكلت تطورات الملف الليبي عقب جلسات السلام بجنيف موضوع برنامج "زوايا الأحداث" للقناة الإذاعية الأولى لهذا الثلاثاء، حيث أجمع المشاركون على أن الوضع الليبي يزداد تعقيدا يوما بعد الآخر، ولا خروج من الأزمة إلا بتغليب لغة الحوار و الوصول إلى تشكيل حكومة توافقية تعبر عن تطلعات المجتمع الليبي.
وقد شارك في البرنامج رئيس هيئة الحوار الوطني الليبي فضيل الأمين من سوسيرا، الذي دعا إلى تغليب لغة الحواربين جميع الأطراف المتنازعة في الليبية، وفي تقييمه الأولي لما تمخض عن جولة المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي لإنهاء القتال في ليبيا، وصف فضيل الأمين الجولة الإستطلاعية بالإيجابية، خصوصا من حيث بروز الإرادة القوية لمختلف الأطراف في إيجاد حلول لوقف النزيف الذي تعيشه ليبيا.
وفي سؤال حول قضية عدم تمثيل بعض الأطراف في مباحثات جنيف ، أوضح المتحدث ذاته قائلا "إن مباحثات جنيف هي جولة استطلاعية، و نأمل مشاركة جميع الإطراف الذين يمثلون النسيج الإجتماعي الليبي في الحوار الوطني الشامل الذي سنسعى خلاله إلى بناء الصف الليبي و الوصول إلى تحقيق اللحمة الوطنية"
و في هذا الإطار قال المتحدث ذاته يجب الإستفادة من تجارب الجزائر خصوصا قرار المصالحة الوطنية .
الدكتور محند برقوق أستاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية من جهته شدد على ضرورة إيجاد السبل الكفيلة لحل الأزمة الأمنية في ليبيا ، موضحا أن جولة المفاوضات الأخيرة كانت عملية بناء ثقة بين الليبين.
و دعا برقوق إلى إعطاء الأولوية للحوار الوطني مع تحديد الشروط الضابطة لتحقيق السلام و الأمن في ليبيا، بدل التلويح بتطبيق عقوبات على الشعب الليبي الذي تعاني حكومته عجزا يقدر بحوالي 19 مليار دولار.
من جهته يرى الخبير في الشؤون الأمنية حكيم غريب أن وقف إطلاق النارفي ليبيا أمر صعب، في الوقت الذي تفرض فيه الجماعات الإرهابية المتطرفة منطقها.
كما دعا إلى ضرورة إشراك جميع الأطراف في المفاوضات المقبلة دون إقصاء أو تهميش، وهذا لضمان سير عملية الحوارفي المناخ الأمني و اللوجستيكي الملائم، مبرزا ضرورة تفعيل دور مجلس الأمن للإتحاد الإفريقي لحل مثل هذه القضايا القارية.
المصدر:الإذاعة الجزائرية