جسدت الإذاعة الثقافية في عيد ميلادها العشرين شعار"نحن للثقافة عنوان" ثقة منها بالدور الكبير الذي تقوم به من أجل إبراز التنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر و حرصا منها كذلك على مواصلة حمل المشعل للمساهمة في تنوير المجتمع الجزائري.
وفضل مدير القناة و ممثل المدير العام للإذاعة الجزائرية محمد شلوش في كلمته الإفتتاحية العودة بالحضور إلى ظروف تأسيسها فترة التسعينات عندما كانت شموع الثقافة في الجزائر تنطفئ و تخبو و تداس،و أكد بأن التحدي آنذاك كان قويا بسبب الأوضاع السيئة التي كانت تعيشها الجزائر لكن بفضل الإرادة السياسية القوية تقرر المضي قدما في مشروع تأسيس إذاعة موضوعاتية متخصصة في الثقافة و كان ذلك بالتحديد في الفاتح فيفري من عام 1995 .
و مسيرة القناة متواصلة -يضيف شلوش- حيث يطمح مسيروها و العاملون بها إلى توسيع مجال بثها و رفع حجمها الساعي الذي يبلغ حاليا 6 ساعات و أكد بأن هذه المسألة تتحكم فيها المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي و التلفزي ،غير أنه كشف أن نهاية هذه السنة أو على الأكثر بداية عام 2016 ستكون- بحسب التقديرات الأولية - سنة الإذاعة الثقافية و إذاعة القرآن من حيث التغطية.
من ناحية أخرى فضل القائمون على الإذاعة الثقافية الإحتفال بذكراها العشرين بطريقة تعكس فعلا توجهها حيث تم اليوم الثلاثاء بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بمقر الإذاعة الجزائرية عقد ندوة فكرية بعنوان "الإستثمار الثقافي" و شارك فيها كل من الأديب و الروائي جيلالي خلاص و الدكتور إبراهيم بعزيز الأستاذ بكلية الإعلام و الإتصال و الأستاذ الجامعي يوسف لونيس.
وكانت الندوة فرصة تطرق فيها المشاركون بالنقاش و التحليل للمشهد الثقافي الجزائري خاصة فيما تعلق بقضية الإستثمار الثقافي التي أضحت فيها وسائل الإعلام سواء كانت المكتوبة أو السمعية البصرية بحاجة إليها لتتطور و تتقدم حسبما يرى الروائي خلاصي.
و يعتقد ذات المتحدث أن الإستثمار الثقافي ليس حكرا على الإذاعة و التلفزيون بل يشمل الصناعة السينمائية التي لا تساهم فقط في نشر الثقافة بل تساعد في خلق مناصب الشغل، وكذا إصدار الكتب و هنا شدد على ضرورة الإهتمام أكثر بالترجمة لأنها تلعب دورا كبيرا في نقل الفكر المتقدم إلى الشعوب التي لم ترق على مستوى الشعوب التي تترجم منها تلك الكتب.
و قال :"بالعودة إلى التاريخ نجد أن الحضارة عند العرب بدأت بالترجمة خاصة بعد الفتوحات الإسلامية" و تأسف لعدم الإهتمام بها في الوقت الراهن و إستدل ببعض الدول التي تخصص ميزانيات ضخمة لترجمة الكتب فإيران لوحدها تترجم 100 مرة أكثر من كل الدول العربية مجتمعة.
و هو ما ذهب إليه الدكتور بعزيز إبراهيم حيث دعا إلى ضرورة العودة إلى الإستثمار في كل مشاهد الثقافة خاصة تلك التي برهنت مع مرور الوقت على أنها تساهم في بناء الحضارات كالترجمة.
من جهته تأسف ممثل المعهد العالي للترجمة الأستاذ يوسف لونيس لعدم إعتبار الترجمة في الجزائر و العالم العربي جوهرا من جواهر إستراتيجية التنمية الثقافية.
موقع الإذاعة الجزائرية/دلال مجاهد