دعا وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة اليومالإثنين بالجزائر العاصمة مختلف الاطراف المشاركة في الحوار المالي إلى جعل مسار الجزائر"منهجا للسلم و المصالحة الوطنية"من أجل التوصل إلى اتفاق سلام والقضاءعلى الإرهاب.
وقال لعمامرة لدى افتتاح الجولة الخامسة من الحوار المالي الشامل الذي يجري تحت إشراف الجزائر"نسعى إلى إلى أن يكون مسار الجزائر منهجا للسلم والمصالحة والصبر والمثابرة وثقافة حوار بناء وكذا عزيمة قوية لنكون على موعد مع السلام و التاريخ".
واضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية مخاطبا الحضور"يجب المضي قدما واغتنام هذه الفرصة التي يتعين علينا خلالها تخطي الصعوبات مهما كانت الظروف من أجل رؤية واضحة لمستقبل احسن يجب أن نكون صناعه والمستفيدون منه".
واعتبر السيد لعمامرة أن التسوية السلمية للوضع في مالي"تفرض على الاطراف التحلي بروح المسؤولية وأن تكون جاهزة لتحقيق حلول توافقية تبعث إحساسا بالتنازل" مؤكدا أن موقف "الكل أو لاشيء"لايمكن إلا أن يكون"عقيما" بشأن التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال وزير الشؤون الخارجية أنه بالتوصل إلى اتفاق سلام "سيكون الإرهاب هو الخاسر وفي غياب هذا الإتفاق فسيواصل الإرهاب تسجيل نقاط و تهديد أمن المنطقة"مجددا في نفس السياق "ضرورة القضاء على الإرهاب بكل الطرق و الوسائل المشروعة".
كما دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى ضرورة أن يتجسد ميدانيا وقف الاقتتال الذي هو"شرط أساسي،"مؤكدا أن "وقف الإقتتال ليس وقفا لإطلاق النار أوهدنة عسكرية بل يتعلق الأمر بوضع حد للتصرفات التي تبعدنا عن التقارب".
وفي ذات السياق ذكر لعمامرة بالتصريح الأخير لرئيس مجلس الأمن الأممي الذي استوقف كافة الأطراف إلى المضي قدما نحو اتفاق سلام معربا عن ارتياحه لكون مسار الجزائر يحظى بدعم المجموعة الدولية و الأمم المتحدة.
وأضاف لعمامرة قائلا"نحن مسؤولون أمام المجموعة الدولية حول ما نقوم به من أجل الإسراع في مسار المفاوضات من أجل التوصل إلى الهدف المتوخى المتمثل في السلم والمصالحة و الذي يعد في متناولنا".
واستطرد "نحن على قناعة من أن هذا الإتفاق (السلام) لن يكون في متناولنا إلا في حالة ما إذا بذلت كل الأطراف جهد المبادرة لملاقاة الآخرين و تفهم الأشخاص وتخوف وتردد الآخرين. لقد تم تفويضنا كوننا لدينا طموحا في التوصل إلى اتفاق سلام".
وذكر في هذا الصدد أن غالبا ما ينسب اسم الجزائر إلى "تقدم تاريخي ومذهل" في التسوية السلمية للأزمات الدولية و النزاعات التي طالما فرقت بين بلدان شقيقة أو فرقاء داخل نفس البلد"، مؤكدا أن الجزائر"لطالما دلت الى سبيل الخلاص".
من جانبه قال ممثل الحكومة المالية في المفاوضات عبد اللاي ديوب إننا في مرحلة لاتخاذ القرارات إذ تم تخطي مرحلة الحديث عن مطالب كل طرف وتبادل الآراء والمواقف معربا عن أمله أن تكون هذه المرحلة مرحلة حاسمة وأخيرة .
هذا وأكد رئيس منسقية الحركات الأزوادية بلال آخ شريف التزام التنسيقية بمسار الجزائر كخيار وحيد لحل النزاع وقال إننا هنا من أجل المفاوضات الجادة لا للمناورة وربح الوقت.
من جهته أكد الممثل السامي للاتحاد الافريقي في الساحل بيار بيويويا أن التوصل إلى اتفاق بين الماليين يتطلب شجاعة كبيرة لأن السلام محفوف بالمخاطر .
انطلاق مسار المفاوضات
انطلقت الجولة الخامسة للحوار المالي الشامل هذا الاثنين بالجزائر العاصمة بين الحكومة المالية و ممثلي الجماعات السياسية العسكرية لشمال مالي المشاركة في مسار المفاوضات برئاسة الجزائر.
وكانت المفاوضات بين مختلف الأطراف المالية قد انطلقت خلال شهر يوليو 2014 حيث التزمت هذه الأطراف بالتوصل إلى اتفاق سلام طبقا لخارطة الطريق الموقعة خلال الجولة الأولى.
وقد سبق الجولة الخامسة من مسار الجزائر اجتماع بين الحكومة المالية وفريق الوساطة الدولية للحوار المالي الشامل برئاسة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة و رئيس الوزراء المالي المالي موديبو كايتا.
وفي هذا الجانب يرى الخبير الأمني أحمد ميزاب أن جهود الوساطة لا تزال تصطدم بجملة من العقبات أهمها انعدام الأمن في الميدان وهنا تبرز أهمية التزام طرفي النزاع بما جرى في الجولة الأولى من المفاوضات بوقف إطلاق النار وإدراك مدى خطورة ما يسمى بجماعة بوكو حرام وزحفها إلى الحدود المالية .
من جهته أبرزالمحلل السياسي قوي بوحانية أنه لنجاح أي مفاوضات لابد أن يتفق الفرقاء على كلمة رجل واحد وانعدام الثقة بين الطرفين يعكر جو المفاوضات فكل طرف يلقي بالمسؤولية على الآخر.
هذا واعتبر محمد الأمين ممثل عن حركة الأزواد العربية ورغم ما يحيط بمسار الجزائر من تحديات ومحاولات للتشويش عليها إلا أنها أحرزت تقدما في المفاوضات.
المصدر:الإذاعة الجزائرية