صوت البرلمان الإيطالي هذا الجمعة لصالح مشروع قرار يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وصوت مجلس النواب الايطالي اليوم بالموافقة على مشروعي قرار أحدهما يدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وآخر يربطه بمسار المفاوضات المباشرة واعتراف حركة حماس بإسرائيل.
وأقر المجلس بعد الاستماع لبيان من وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني بأغلبية 300 مؤيد مقابل 40 معارضا وامتناع 59 نائبا عن التصويت لصالح بيان برلماني قدمه حزب الأكثرية الديمقراطي الحاكم ينص على إلزام الحكومة "بالعمل على الترويج للاعتراف بفلسطين دولة ديمقراطية ذات سيادة داخل حدود عام 1967" مع "القدس عاصمة مقسمة".
كما أقر المجلس بأغلبية 237 مؤيدا مقابل 84 معارضا وامتناع 64 نائبا بيانا ثانيا قدمته الأقلية في الائتلاف الحاكم يلزم الحكومة بالعمل"على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف"وبالتوافق مع الشركاء الأوروبيين من أجل"الاستئناف العاجل للمفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين" كمسار رئيسي لتطبيق اتفاق أوسلو.
وفي هذا الصدد طالب بيان تكتل يمين الوسط (النطاق الشعبي) و(الخيار المدني) الأصغر في الحكومة بالعمل على "تشجيع التوصل إلى اتفاق سياسي بين حركتي فتح وحماس يمكن عبر الاعتراف بدولة إسرائيل والتخلي عن العنف أن يوفر الشروط اللازمة للاعتراف بدولة فلسطينية".
ورفض مجلس النواب باقي البيانات التي طرحت للنقاش في 16 يناير لاسيما، بيان حزب (هيا ايطاليا) بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلسكوني الذي يطلب من الحكومة"عدم تأييد أو تسهيل مساعي السلطة الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي كدولة ذات سيادة قبل التسوية لاتفاق مع إسرائيل".
وفيما اعتبر مسؤول في حزب بيرلسكوني أن الحكومة الحالية برئاسة ماتيو رينتسي والحزب الديمقراطي "اقترفا خطأ سياسيا ودبلوماسيا جسيما بالموافقة على الاعتراف بفلسطين"أصدرت السفارة الإسرائيلية في روما بيانا قالت فيه إنها تتلقى إيجابا خيار البرلمان الايطالي بما اعتبرته"عدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية" وتفضيل دعم المفاوضات المباشرة بين الجانبين.
وكانت ايطاليا في ظل حكومة ماريو مونتي الائتلافية قد صوتت في نوفمبر 2011 لصالح منح فلسطين صفة الدولة غير العضو في الأمم المتحدة.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن روما تؤيد تصويت البرلمان لصالح الاعتراف بفلسطين ، مشيرا في الوقت ذاته إلى دعم الجهود لاستئناف المفاوضات.
وشدد وزير الخارجية الإيطالي على أن سياسة حكومته بشأن ملف الشرق الأوسط ترتكز إلى حل الدولتين.
وفي أكتوبر الماضي اعترفت السويد بدولة فلسطين لتصبح بذلك أول دولة في أوروبا الغربية تتخذ هذه الخطوة والثامنة في الاتحاد الأوروبي بعد التشيك المجر بولندا وبلغارياو رومانيا ومالطا وقبرص(اعترفت جميعها بفلسطين قبل دخول الاتحاد) وتبع ذلك تصويت برلمانات بريطانيا وفرنسا وأسبانيا وأيرلندا على مشروعات قرارات تحث حكوماتها على الاعتراف بفلسطين.
ذلك الزخم والتأييد البرلماني في 5 دول دفع كتل سياسية في البرلمان الأوروبي إلى طرح مقترحات تنص على دعوة دول الاتحاد الأوروبي (عددها 28) للاعتراف بفلسطين ، إلا أن التوازنات السياسية أفرزت مشروع قانون أقر في جلسة ال17 من ديسمبر الماضي وينص على اعتراف البرلمان الأوروبي مبدئيا بدولة فلسطين دون دعوة الحكومات إلى اتخاذ خطوات في سبيل الاعتراف بها.
الرئاسة الفلسطينية تشيد بقرار البرلمان الإيطالي الاعتراف بالدولة الفلسطينية
رحبت الرئاسة الفلسطينية هذا الجمعة بقرار البرلمان الإيطالي الاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 1967 والذي أقر اليوم في العاصمة الإيطالية روما معربة عن أملها في أن يحول هذا القرار إلى اعتراف كامل بالدولة الفلسطينية.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها اليوم أن هذا"القرار الشجاع "من قبل البرلمان الإيطالي سيدعم المسيرة السلمية ويعزز فرص السلام وإنقاذ حل الدولتين المدعوم من قبل المجتمع الدولي.
وأعربت عن أملها بأن تقوم الحكومة الإيطالية بتحويل دعوة البرلمان الإيطالي إلى اعتراف كامل بالدولة الفلسطينية ، مشددة على"التزام الجانب الفلسطيني بتحقيق السلام العادل والدائم القائم على قرارات الشرعية الدولية وفق مبدأ حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية تعيش إلى جانب إسرائيل بأمن واستقرار وحسن جوار" .
ومن جانبه أشاد مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح نبيل شعث مساء اليوم الجمعة باعتراف البرلمان الإيطالي بالغالبية العظمى بالدولة الفلسطينية وقال إن البرلمان الإيطالي انحاز بذلك لصالح الحق والعدل والأمن والسلام الدوليين .
وأوضح أن ما صدر عن هذا البرلمان يعد موقفا مهما ومتقدما كون اعترافه بالدولة الفلسطينية هو اعتراف غير مشروط وكونه على حدود الرابع من يونيو 1967 وبذلك تحقق اعتراف 10 برلمانات أوروبية بالدولة الفلسطينية .
وحث شعث الحكومات الأوروبية على تطبيق قرارات برلماناتها ، لأن ذلك لصالح عملية السلام وبمثابة رسالة رافضة للاستيطان والإجراءات الإسرائيلية العدوانية أحادية الجانب التي تلقي بظلالها سلبا على عملية السلام والاستقرار في المنطقة، هذا وأشار إلى الجولة التي قام بها الشهر الماضي على رأس وفد من لجنة العلاقات الدولية لحركة فتح في إيطاليا والتي كرست أساسا لمناقشة موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
المصدر : الوكالات