أعربت كل من الجزائر وتنزانيا عن "انشغالهما "إزاء التهديدات المتنامية للإرهاب في القارة الإفريقية مجددتان إدانتهما الشديدة لهذه الآفة.
و جاء في بيان مشترك صدر هذا الإثنين عقب زيارة الدولة التي قام بها الرئيس التانزاني جاكايا مريشو كيكويتي للجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة "أعرب الرئيس بوتفليقة و الرئيس كيكويتي عن انشغالهما إزاء التهديدات المتنامية للإرهاب في القارة".
و أوضح المصدر ذاته أن الرئيسين "جددا إدانتهما الشديدة للإرهاب بشتى أشكاله و ظواهره مؤكدان ضرورة مباشرة جهود منسقة لمكافحة الإرهاب العابر للأوطان".
و سجل الطرفان "انشغالهما" إزاء "انتشار الجماعات الإرهابية و المتاجرة بالمخدرات و تهريب الأسلحة بمنطقتيهما مجددان التزامهما بتظافر جهودهما من أجل مكافحة هذه الآفات التي تهدد الأمن و الاستقرار في القارة".
كما عبر قادة البلدين عن دعمهما لجهود الإتحاد الإفريقي الرامية إلى مكافحة الجماعة الإرهابية بوكو حرام من خلال المهمة الموكلة للقوة المشتركة متعددة الجنسيات و أعربا عن تضامنهما مع البلدان التي تواجه هذه الآفة.
و أعرب الرئيس بوتفليقة و الرئيس كيكويتي عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات و الأبحاث حول الإرهاب و لجنة مصالح الاستعلامات و الأمن الإفريقيين.
كما جددا التزامهما ب"العمل من أجل المصادقة على الاتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي و البروتوكول المتضمن تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية".
بخصوص الوضع في مالي أطلع الرئيس بوتفليقة الرئيس كيكويتي على آخرالتطورات في إطار مفاوضات السلام بين الأشقاء الماليين منها خاصة التوقيع بالأحرف الأولى في الفاتح مارس 2015 بالجزائر العاصمة على اتفاق السلام و المصالحة بدعم من المجتمع الدولي. في هذا الصدد أشار إلى حفل التوقيع الرسمي الذي سيجري في 15 مايو بباماكو معربا عن أمله في أن تقوم تنسيقية حركات الأزواد بالتوقيع على هذا الإتفاق الذي يحفظ مصالح كل الأطراف المالية في كنف وحدة و سيادة دولة مالي.
كما أعرب الجانبان عن انشغالهما أمام التدهور الأخير للوضع الأمني في شمال مالي داعيان جميع الأطراف المالية إلى الانضمام و السهر على التجسيد الكامل لهذا الاتفاق و دعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة مالي في جهود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية.
في هذا الصدد أشاد الرئيس كيكويتي بدور الجزائر في قيادة الوساطة الدولية من اجل التوصل إلى تسوية نهائية و دائمة لازمة مالي.
و في معرض تطرقهما للوضع في ليبيا أعرب الرئيس بوتفليقة و الرئيس كيكويتي عن عميق انشغالهما أمام تدهور الوضع الأمني في هذا البلد و آثاره على شمال إفريقيا و منطقة الساحل كما دعيا الأطراف الليبية باستثناء الجماعات المصنفة من قبل الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية للدخول بصدق وحسن نية في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة بليبيا السيد برناردينو ليون من اجل التوصل إلى حل سياسي يحفظ الوحدة الترابية و استقرار البلد و انسجام شعبه.
في هذا السياق نوه الرئيس كيكويتي بجهود الجزائر و احتضانها يومي 13 و 14 ابريل 2015 للاجتماع الثاني الذي جمع رؤساء الأحزاب السياسية و الناشطين السياسيين الليبيين الذي تم تحت إشراف الأمم المتحدة و الذي سجل تقدما ملموسا باتجاه المصادقة على اتفاق تسوية للازمة الليبية.
أما بخصوص مسالة الصحراء الغربية جدد الرئيسان تأكيد دعمهما لجهود الأمين العام الاممي السيد بان كي مون و مبعوثه الخاص السيد كريستوفر روس من اجل التوصل إلى تسوية عادلة و دائمة لهذا النزاع تقوم على ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه الثابت في تقرير المصير عبر استفتاء حر و عادل و نزيه.
كما أكد الرئيسان دعمهما لتحقيق التطلعات الوطنية لشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
الرئيس التنزاني يعلن عن فتح سفارة لبلده في الجزائر
وأعلن الرئيس التانزاني جكايا مريشو كيكويتي عن قرار حكومة بلده القاضي بفتح سفارة لجمهورية تنزانيا بالجزائر في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
و أوضح البيان المشترك عقب زيارة الدولة التي قام بها الرئيس التانزاني للجزائر أن "الرئيس كيكويتي أعلن عن قرار حكومة جمهورية تنزانيا المتحدة القاضي بفتح سفارة بالجزائر".
و بذات المناسبة استعرض الطرفان وضع التعاون في كافة المجالات و بحثا السبل و الوسائل الكفيلة "بتعزيزه و تنويعه".
كما دعا الرئيسان -يضيف البيان- إلى "تعزيز التعاون في مجالات التربية و الطاقة و المناجم و التجارة و الصناعة و الفلاحة و وجها تعليمات لوزرائهما أو ممثليهم للالتقاء و بحث مجالات التعاون أكثر فأكثر".
كما "شجعا رجال أعمال البلدين على الالتقاء و استكشاف فرص الأعمال القائمة في كلا البلدين" و"شددا على ضرورة عقد الدورة الخامسة للجنة التعاون المختلطة في أقرب الآجال".
في هذا السياق جدد الرئيسان "إرادتهما في تعزيز علاقات الصداقة العميقة التي تميز الروابط بين البلدين قصد إقامة تعاون يعود بالفائدة على الطرفين من خلال الاعتماد على الثقة العميقة التي تحذو أعمال التعاون المشتركة".
المصدر : الإذاعة الجزائرية/واج