احتضنت قاعة متحف المجاهد برياض الفتح مساء الأربعاء العرض الشرفي للفيلم الروائي "سركاجي" الذي يحمل الكثير من الإثارة والمعلومات التاريخية الدقيقة حول هذا المعتقل الجحيم وممارسات الاستعمار الفرنسي اللاإنسانية في حق المناضلين الجزائريين.
و حرص مخرج الفيلم محمد صحراوي على نقل صورة معاناة المجاهدين الذين كانوا آنذاك يدفعون ثمن نضالهم السياسي من أجل الإنعتاق من قبضة المحتل البغيض.
أما كاتب سيناريو الفيلم رابح ظريف و في ثاني تجربة سينمائية له فقد أكد بأن هذا العمل السينمائي يقدم وقائع تاريخية دقيقة،و قال " حاولت تحويل المقصلة إلى شخصية رئيسية في الفيلم يتفاعل معها السجناء والمحكوم عليهم بالإعدام".
و الفيلم من إنتاج وزارة المجاهدين التي حرصت على التوثيق سينمائيا لتلك الحقبة التاريخية، حتى تتعرف الأجيال القادمة على الثمن الذي دفعه الشعب الجزائري لنيل حريته.
و شارك في هذا العمل السينمائي العديد من الفنانين على غرار براهيم رزوق و عبد العزيز قردة و مبروك فروخي و مراد أوجيت و أمين بوعدة و عبد الحميد رابية و محمد ربيعي و وهيبة قنوش و سيد علي بن سالم و سعاد أوعيل و رفيق تيشوداد و براهيم عقاشي و عبدالرزاق لرجت و محمد العوادي.
و أعطى الممثلون و اغلبهم شباب روحا لهذا الفيلم و نجحوا في تقمص الأدوار على غرار محمد أوجيت و مبروك فروخي و سعاد أوعيل التي تعد بمستقبل واعد.
و قال المخرج محمد صحراوي في هذا الصدد "أطمئن الجميع بأن النوعية التقنية لهذا الفيلم الطويل الذي أنجز وفق المقاييس المعمول بها دوليا ستكون أحسن في قاعة كبيرة و مجهزة".وسيوزع قريبا على قاعات السينما عبر مختلف ولايات الوطن.
و كان قد احتضن سجن "سركاجي" المئات من المناضلين أو"الخاوة" في زنزاناته المظلمة والباردة قبل تنفيذ أحكام الإعدام فيهم.
ومن بين هؤلاء أحمد زبانة وعبد القادر فراج اللذان أعدما في عز الشباب وفي نفس اليوم بتاريخ 19 جوان 1956 أو فرناند إيفتون الذي أعدم يوم 13 فيفري 1957.
وقام الجيش الفرنسي الذي كان يحكم الجزائر بيد من حديد بإعدام ما لا يقل عن 58 مناضلا في سبيل القضية الوطنية، من بينهم سعيد تواتي وبوعلام رحال وطالب عبد الرحمن، في ساحة هذا السجن التي كانت تشهد هتافات "تحيا الجزاير" التي كانت تنبعث من حناجر المجاهدين من داخل الزنزانات كلما نفذ حكم الإعدام في أحد منهم.
من بين مناضلي القضية الوطنية الذين مروا من هذا السجن، مفدي زكريا الذي كتب قصيدة "من جبالنا" التي كانت النشيد الوطني للجزائر المكافحة، وهنري علاق وجميلة بوحيرد ورابح بيطاط وآن شتينر وزهرة ظريف وبن يوسف بن خدة وعبان رمضان والمئات من "الخاوة"، ويعود تاريخ بناء سجن سركاجي أو "بربروس" إلى الحقبة الاستعمارية .