ليبيا : بدء جولة جديدة ومهمة من الحوار بجنيف

بدأت في جنيف جولة جديدة من الحوار الليبي الذي تنظمه الأمم المتحدة بهدف إعادة الاستقرار إلى ليبيا التي تتصارع فيها حكومتان وبرلمانان على السلطة، ما أدى إلى مقتل وجرح وتشريد عشرات الآلاف خلال العامين الماضيين.
ويتصدر أجندة هذه الجولة، بحث تشكيل حكومة وفاق وطني وملحقات اتفاق سياسي مبدئي وقع عليه بالأحرف الأولى رمضان الماضي .
وتشمل هذه الملحقات الترتيبات الأمنية لتطبيق بنود الاتفاق وتركيبة المجلس الأعلى للدولة، وتعيين الوظائف السيادية وبقية تفاصيل تقاسم السلطة التنفيذية والقضائية.
وأعلن أحمد فوزي، المتحدث باسم المقرر الأوروبي للأمم المتحدة أن جولة الحوار الليبي ستستمر حتى الأربعاء القادم بحضور 30 ممثلاً من دون أن يكشف عن هوية الأطراف المشاركة وما إن كان المؤتمر الوطني الذي رفض التوقيع على اتفاق المصالحة بالأحرف الأولى سيكون من بين المشاركين في هذه الجولة من الحوار.
ولم يكشف المسؤول الأممي عن كيفية وطبيعة إجراء الحوار بين الوسيط الأممي، برناردينو ليون وبين الأطراف المشاركة وما إذا كان سيتم بشكل مباشر بين جميع الأطراف أو التفاوض مع كل طرف على حدة في نفس الوقت الذي لم يكشف فيه عن نقاط جدول الأعمال الذي سيجرى التباحث حوله في هذه الجولة.
ويرى  الإعلامي والمحلل السياسي الليبي عصام الزبير  أن أهمية الجولة تأتي بالتوافق للبحث في تعديلات طلبها المؤتمر الوطني العام حتى يعود الأخير إلى طاولة الحوار.
وأشار، في تصريح للإذاعة الجزائرية، اليوم الثلاثاء، إلى أن أهمية هذه الجولة من الحوار الليبي تكمن أيضا في السعي لوضع آلية لإجراء تعديلات على مسودة الحوار
من جانبها وصفت الناشطة السياسية الليبية الزهراء النقا الجولة الجديدة من الحوار الليبي بـ"المهمة جدا" مؤكدة، في تصريح للإذاعة الجزائرية، أنها "تتعلق بمرحلة الملاحق حيث تعبر شروحات لوثيقة الإتفاق السياسي وأمورا أخرى مهمة جدا كموضوع اختيار رئيس الوزراء ونائبيه وأيضا بالحلحلة المالية".
أما المحلل السياسي الليبي أيمن أرحيم  فأكد تفاؤل الشعب الليبي بأن تخرج هذه الجولة الجديدة من الحوار بنتائج تساهم في رفع حالة الاحتقان التي يعيشها ، مشيرا أن هذا التفاؤل يأتي رغم عدم اقتناعه بإجراء الحوار خارج ليبيا على حد تعبيره.
وفي الوقت الذي يخيم الغموض على مشاركة المؤتمر الوطني الذي يشترط إقالة القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر، للعودة إلى طاولة المفاوضات ومن ثم تشكيل حكومة الوفاق، يرى البعض أن أعضاء المؤتمر مختلفون بين من يرفض الذهاب للحوار ومن يدعمه، لكن الكل مجمع على ضرورة اعتماد الحوار سبيلا لإنهاء الخلافات.
وكان برناردينو ليون، المبعوث الأممي إلى ليبيا أعلن، الخميس، عن عقد هذه الجولة الجديدة من الحوار الليبي. وقال إنه «حتى إذا كان لدى بعض الأطراف تحفظات على ما تم تحقيقه إلى غاية الآن، فإنه من الضروري مواصلة المسار والتسوية بطريقة مشتركة وعن طريق الحوار المسائل العالقة».

العالم, افريقيا