تحتضن الجزائر هذا الثلاثاء الاجتماع الوزاري العادي السابع لبلدان جوار ليبيا بحضور خمس دول إضافة لممثلين عن ليبيا ذاتها وممثلين عن منظمات اقليمية ودولية بغية تعميق التشاور والتنسيق للمساعدة على إيجاد حل سياسي للازمة بليبيا بما يتيح تجاوز المرحلة الانتقالية بهذا البلد والتأسيس لبناء الدولة الحديثة والمؤسسات الدستورية.
وبهدف إعطاء دفع جديد للمسار السياسي بليبيا سيشارك في اجتماع الجزائر وزراء خارجية دول الجوار بمشاركة كل من الجزائر و مصر و السودان و النيجر و التشاد بالإضافة إلى الإتحاد الإفريقي والجامعة العربية و الإتحاد الأوروبي لاستكمال مشوارالتنسيق والتعاون وبحث الجهود الجارية من اجل تشكيل حكومة وفاق الوطني الليبية وخطة التحرك المطروحة من جانب مبعوث الامم المتحدة لليبيا, مارتن كوبلر في هذا الشأن.
وأكدت الجزائر، التي فتحت بابها لاستقبال واحتضان مثل هذه اللقاءات وجمعت الفرقاء فوق أراضيها في عدة مناسبات ، على موقفها من هذه الازمة ومقاربتها بشانها والمتضمنة انه "لا بديل عن الحل السياسي الذي يضمن الثوابت المتمثلة في الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وتماسك وانسجام شعبها, وكذا ضرورة مكافحة الإرهاب الذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لكيان ومستقبل هذا البلد ووضع المصلحة العليا لليبيا فوق كل اعتبار".
وسيتعرض المشاركون في الاجتماع الذي يدوم يوما واحدا آخر تطورات الاوضاع بليبيا السياسية والامنية. و هي المحاور التي ألقت بظلالها على العديد من الاجتماعات المماثلة بما لها من تأثير مباشر على المنطقة ودول الجوار.
وستشكل مسألة التعجيل بتشكيل حكومة وحدة وطنية كفيلة بضمان التسيير الجيد للمرحلة الإنتقالية و رفع مختلف التحديات التي تواجهها ليبيا خاصة الإرهاب مطلبا ملحا سيرفعه المشاركون في اللقاء.
وفي هذا الصدد أوضح وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية, عبد القادر مساهل, أنه "على غرار الإجتماعات السابقة سيسمح هذا الإجتماع لبلدان الجوار و ممثلي المنظمات الإقليمية و الدولية بالإطلاع على الوضع في ليبيا و في المنطقة و إجراء التحاليل حول آخر التطورات".
كما سيكون اللقاء "فرصة للجزائر لتجديد دعمها للمسار الجاري تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل التعجيل بتشكيل حكومة وحدة وطنية كفيلة بضمان التسيير الجيد للمرحلة الإنتقالية و رفع مختلف التحديات التي تواجهها ليبيا خاصة الإرهاب".
ويأتي اجتماع الجزائر امتدادا لاجتماع نجامينا بالتشاد لدول الجوار في شهر يونيو الماضي .
اضافة الى ذلك عقدت عدة اجتماعات لدول الجوار منها اجتماع لوزراء خارجية هذه الدول بمدينة الحمامات بتونس يومي 13 و14 جويلية 2014 واخرى على هامش المؤتمر الوزاري السابع عشر لدول عدم الانحياز بالجزائر يومي 27 و28 مايو 2014 والدورة 23 لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بمالابو يومي 26 و27 جوان 2014 والتي خصصت لبحث سبل حشد الدعم للحكومة والمؤسسات الليبية وبحث القضايا الأمنية المشتركة بين دول جوار ليبيا واعتماد مبادرة للتحرك الجماعي لدول الجوار لمساعدة الأشقاء في ليبيا على إرساء حوار وطني ليبي واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية, وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في كنف الأمن والاستقرار.