مجلس الامة يصادق على قانون الإجراءات الجزائية ولوح يؤكد أنه يكرس استقلالية السلطة القضائية

صادق أعضاء مجلس الامة هذا الاحد بالجزائر العاصمة على مشروع الامر رقم 02/15 المعدل والمتمم للأمر 155/66المتضمن قانون الإجراءات الجزائية وذلك في جلسة علنية ترأسها رئيس المجلس عبد القادر بن صالح بحضور وزيرالعدل حافظ الاختام الطيب لوح ووزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة.

وعقب جلسة التصويت أكد وزير العدل أنه"بهذه الاصلاحات التي تتحقق يوما بعد يوم, فان الدولة تسعى الى ارساء قضاء مستقل يحمي قرينة البراءة والحقوق الاساسية  للمتقاضين ويعزز مكانة الدفاع في مختلف الاجراءات الجزائية".  

وذكر الوزير بهذا الخصوص أن"القضاء الجزائي اليوم يعتبر احد اهم المؤشرات  التي يقاس بها مدى احترام الدول لحقوق الانسان"مما تطلب"اعادة النظر في آليات عمل الجهاز القضائي الذي يتماشى وضمان حريات وحقوق المواطن الجزائري".

من جهتهم ثمن أعضاء لجنة الشؤون القانونية والإدارية وحقوق الانسان بالمجلس نص القانون الذي "يعكس بقوة --مثلما قالوا-- استراتيجية الدولة في عصرنة قطاع العدالة، لاسيما الاحكام المتعلقة بتفعيل دور النيابة وتعزيز حقوق المشتبه فيه خلال التوقيف للنظر وتأكيد الطابع الاستثنائي للحبس المؤقت وتقليص مدته".

وستخصص جلسة غد الاثنين لتقديم ومناقشة مشروع القانون المعدل والمتمم لقانون العقوبات المتضمن اجراءات جديدة لحماية المرأة من كل أشكال العنف.

..ولوح يؤكد أن القانون يكرس استقلالية السلطة القضائية

هذا وأكد وزير العدل حافظ الاختام الطيب لوح أن مشروع النص المعدل والمتمم للأمر المتضمن قانون الاجراءات الجزائية يكرس استقلالية السلطة القضائية ويهدف الى وضع آليات جديدة تضمن "رد فعل  ملائم"، لاسيما مع الجرائم القليلة الخطورة التي تعالجها المحاكم الجزائرية سنويا.

وأوضح لوح خلال تقديمه لنص المشروع أمام أعضاء مجلس الامة  أن الاجراءات  المدرجة في مشروع القانون تهدف الى"وضع آليات جديدة تضمن رد فعل ملائم ومتناسق مع الجرائم القليلة الخطورة التي تمثل 80 بالمائة من المجموع العام للجرائم التي تعالجها المحاكم سنويا وتكرس فعليا استقلالية السلطة القضائية".  

ونوه الوزير بالتدابير الجديدة باعتبار أن تكريس العدالة --كما قال-- من"أهم المقاييس التي يستدل بها على مدى احترام حقوق الإنسان بحكم أنه الاطار القانوني الذي يضمن حقوق المواطن المكرسة دستوريا مقابل واجب الدولة في حفظ النظام ومتابعة مرتكبي الجرائم ومعاقبتهم".

وأشار في نفس السياق الى ان التعديلات السابقة المدرجة في قانون العقوبات "لم تحدث تغييرات جوهرية في كيفية سير المنظومة القضائية الجزائية التي لاتزال تعاني من مشاكل مزمنة في بعض بنودها، مما حال دون الوصول الى النقلة النوعية المنتظرة في بعض المواضيع"، مضيفا أن الاجراءات الجديدة"ادرجت بناءا على ما تم من معاينة وتقييم لاداء القضاء الجزائي والوقوف على الاسباب التي تحد من فاعليته".

واعتبر لوح بالمناسبة أن الحجم الكبير والمتزايد للقضايا خلال السنوات الماضية "تعوق كل الجهود المبذولة لتحسين مستوى الاداء القضائي" ، مذكرا في هذا الاطار أنه في سنة 2014 تم تسجيل أكثر من  1.638.000 قضية جزائية، مما أدى الى "اثقال كاهل جهاز الحكم والحد من مردوديتها، كما انعكس على مدة الفصل في الدعاوى".

وسعيا من الدولة لتحسين الاداء القضائي وحماية حقوق المواطنين, يأتي تكريس الطابع الاستثنائي للحبس المؤقت وتقليص مدته وذلك تعزيزا لقرينة البراءة في مقدمة الاحكام الجديدة المقترحة ضمن مشروع الأمر ، حيث تم اقتراح ضبط شروط اللجوء إلى الحبس وتقليص مدده القصوى وحصر مجال تطبيقه في الجرائم المعاقب عليها بالحبس أكثر من ثلاث سنوات.

ومن بين المحاور الأخرى التي تضمنها هذا النص تفعيل دور النيابة العامة واستحداث آليات لتسيير الدعوى العمومية بطريقة أكثر نجاعة، فضلا عن الشق الخاص بتعزيز حقوق الشخص المشتبه فيه أثناء التوقيف للنظر وحماية الشهود والخبراء والضحايا وتبسيط إجراءات الطعن بالنقض.

ويضاف الى هذه التدابير, محاور أخرى ذات الصلة بتوسيع اختصاص المحاكم الجزائرية للنظر في بعض الجرائم المرتكبة خارج الإقليم الوطني مع تأطير الحق في الإعلام خارج التحريات الأولية، كما تم سن أحكام إضافية على غرار إمكانية الاستعانة بوسائل الإعلام لتوجيه نداء للشهود.

وأوضح وزير العدل في هذه النقطة انه سيتم تنظيم دورات تكوينية لفائدة وكلاء الجمهورية حول الاجراءات الجديدة، خاصة تلك المتعلقة بكيفية التعامل وكيفية معالجة المعلومات عن طريق الاعلام في القضايا التي تثير الرأي العام.

كما أدرج شق آخر يتعلق بإدراج شرط الشكوى المسبقة لتحريك الدعوى العمومية في المتابعات المتعلقة بأعمال التسيير لحماية المسيرين من المتابعات الجزائية التي قد تطالهم بسبب أخطاء لا تنطوي على أي قصد جنائي.

المصدر : الاذاعة الجزائرية + واج