قال عالم اللسانيات البروفيسور صالح بلعيد مدير مخبر الممارسات اللغوية بجامعة مولود معمري تيزي وزو إن المشروع التمهيدي الأخير لدسترة الأمازيغية لغة وطنية ورسمية "قرار نبيل حكيم أنهى عقود من الجدل والأدلجة السياسة ومصالحة وطنية مع الموروث الثقافي والحضاري الجزائري.
وأضاف صالح بلعيد خلال مشاركته عبر الهاتف ضيفا ببرنامج "نقطة حوار" لإذاعة الجزائر من أدرار أن اللغة تعد وضعا ثم استعمال، وكلما تعددت لغاتنا تعددت أسلحتنا، وهي ركام معرفي من التوظيف والإبداع والإنتاج المتواصل موضحا أن المادة الثالثة مكرر جاءت متوافقة مع منح العربية زخما اكبر باعتبارها رسمية ولغة الدولة من خلال عبارة التأكيد بما يجسد المصالحة اللغوية واستكمال التوصيف الهوياتي الجزائري لنزع الفتيل السياسي المفتعل وكل لغة تتحدد وظيفتها عن طريق الإنتاج والجاذبية والاستعمال بإنشاء مجمع يعمل على تطويرها بكل تنوعاتها اللهجية واللسانية.
وشدد الباحث على أن مهمة الأكاديميين في دعم المجلس المقرر إنشاؤه بحسب المشروع التمهيدي بالدراسات لإثرائها بعيدا عن الادلجة التي تؤرقه نظرا لمخاطرها المتعددة.
وأشار عضو المجلس الأعلى للغة العربية في تعريف الامازيغ إن الكلمة خطأ شائع صوابه "المازيغية والمازيغيون" وهم شعوب شمال افريقيا ممتدة من جنوب سيوة بمصر شرقا حتى جزر الكناري غربا ومن بوركينافاسو جنوبا حتى اسبانيا شرقا يتواصلون ب35اداء لسانيا مازيغيا من خمسة بالجزائر .
كما انتقد المتحدث ذاته النقاش على مدى عقود دون جدوى في طرق الكتابة لأسباب ثقافية لا علاقة لها بالبحث العلمي من حيث الخطوط سواء كان التيفيناغ وهو غير متصل ولم تعمل به أي دولة أمازيغية منذ ماسينيسا إلى الآن وله 18صوتا وتطور إلى 41 صوتا وذلك خطأ -على حد تعبيره-.
والخط اللاتيني الذي حقق خطوات كبيرة بفضل المدافعين عنه والخط العربي الذي نادى له الدكتور صالح بلعيد لاعتبارات ثقافية وسيوسيولوجية وجغرافية موضوعية لان الامازيغية من اللغات الشرقية الحامية واقرب أداء صوتيا من العربية فضلا عن 60 من القواسم المشتركة في تشابه الأفعال والأسماء والأعداد والفضاء الاجتماعي بما تحكمه المرجعيات الثقافية والدينية داعيا إلى التأسيس لخطاب وطني جامع نظرا للظروف والتحديات الإقليمية التي تواجهها الجزائر مما يستوجب تعزيز الأمن اللغوي والمعرفي بترقية دور المدرسة والفضاءات الجامعية ومخابر البحث.
تجدر الإشارة إلى أن البروفيسور صالح بلعيد يعتبر احد المراجع الفكرية في علوم اللغة واللسانيات بالعالم العربي له أزيد من 33مؤلفا في اللغة العربية والامازيغية وخبرة بالتعليم العالي تزيد عن 32 سنة فضلا عن عضوية مجامع لغوية بالجزائر وليبيا ومصر وسوريا وعضوية المجلس الأعلى للغة العربية ويعتبر من أشد المدافعين عن الرصيد اللغوي والثقافي العربي والامازيغي الوطني في إطار مرجعيته الجزائرية الخالصة .
المصدر:إذاعة الجزائر من أدرار-لحسن حرمة