تطرق برنامج حدث و حديث الذي تبثه قناة الإذاعة الدولية، إلى حالة الاحتقان الاجتماعي الذي تعيشه منطقة القصرين وسط غرب تونس، والذي بدأت معالمه في الاحتجاجات التي شهدتها المدينة ، في الأيام الأخيرة، بسبب الوضع الاجتماعي المتردي الذي دفع بعدد من الشباب اليائس للاحتجاج بطريقة أدت إلى موت أحدهم،و كذا نتيجة التلاعب بقائمة العاطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا الذين سيقع انتدابهم للعمل في قطاعات عمومية قبل أن يعود الهدوء النسبي إلى المنطقة، أمس الأربعاء.
و صرح الكاتب و الناشط السياسي التونسي لحبيب بوعجيلة في اتصال هاتفي هذا الخميس، أن محافظة القصرين شهدت هدوءا نسبيا بعد الاحتجاجات ، مؤكدا انها تعد إحدى أفقر المناطق في تونس حيث شهدت مرارا أحداثا منذ عام 2011.
و عادت إلى الواجهة بما يسمى في تونس بملف "المفروزين امنيا" و هم أصحاب الشهادات العليا العاطلين عن العمل و المرفوضين في المناظرات الوطنية لانتماءاتهم السياسية و كذا أنشطتهم الحقوقية قبل أحداث جانفي 2011 حيث تم انتداب ما يفوق الـ100 منهم و بقي حوالي 700 في انتظار تسوية وضعيتهم .
و أضاف بوعجيلة أن رئيس مجلس النواب محمد الناصر قد التقى مع نواب منطقة القصرين لدراسة الوضعية و اتخاذ إجراءات عاجلة لمحاصرة هذا الاحتقان مضيفا أن هناك بعض الولايات المجاورة مثل سيدي بوزيد و قفصة تشهد بدورها نوع من التوتر تضامنا مع سكان القصرين.
كما أكد أن والي مدينة القصرين قد صرح مؤخرا أن لا علم بهذه الأسماء التي تمت إزالتها من القائمة و محملا المسؤولية إلى المعتمد الأول في الولاية مبرزا أن الكثير من المدن التونسية قد شهدت من قبل التلاعب بالقوائم الأصلية لتوظيف العاطلين عن العمل.
من جهة أخرى، أوضح بوعجيلة أن التأخر في مشاريع البنى التحتية وكذا التهميش الاجتماعي قد زاد الوضع صعوبة في مدينة القصرين مؤكدا أن عدد العاطلين عن العمل قد وصل إلى 300 ألف عاطل.
و بالنسبة إلى ما يسمى في تونس بالمفروزين امنيا ابرز أن الحكومة الجديدة قد أنصفت عددا من المفروزين في دفعة أولى وان بعض المتخرجين قد شنوا مؤخرا إضرابا استمر لمدة شهر في مقر الاتحاد العام لطلبة تونس .
و صرح الكاتب التونسي أن رئيس الحكومة قد عقد اجتماعا مع بعض النواب في مجلس نواب الشعب حيث وعد بالبحث الجيد في هذه الملفات وانه في حال اكتشاف مخالفة قانونية يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية
