نفت نورية بن غبريط رمعون وزيرة التربية الوطنية والتعليم، تدخل الخبراء الفرنسيين في محتوى برامج الجيل الثاني من الإصلاحات مؤكدة أن اللجنة الوطنية للبرامج والمناهج هي من تتولى العملية وأعضاؤها كلهم جزائريون.
وأوضحت وزيرة التربية خلال نزولها ضيفة على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الثالثة أن التعاون مع الخبراء الأجانب يعود إلى سنوات وليس أمرا جديدا ، مشيرة إلى الاستعانة بأكثر من 50 جنسية أجنبية سنة 1985 ، ونفت في هذا السياق استقدام خبراء فرنسيين لإصلاح محتوى المنظومة التربوية، مشيرة إلى أن تواجدهم يأتي في إطار التعاون القائم منذ سنوات ويخص بعض الطرق المنهجية في عملية الإصلاح وتحسين الأداء المهني في بعض التخصصات، مؤكدة أن اللجنة الوطنية للبرامج والمناهج التي تتولى الإصلاحات تتكون من 200 خبير ومفتش وأساتذة جامعيين ومدراء المؤسسات التربوية ومشكلة من 23 فوج متخصص وكلهم جزائريون.
وأضافت بن غبريط أن اللجنة شرعت في عملية إعلامية واسعة على مستوى المؤسسات التربوية مع الأساتذة والمفتشين ، مؤكدة أن الجيل الثاني من الإصلاحات يرتبط مباشرة بالقانون التوجيهي الصادر سنة 2008 وما هي إلا عملية تكيف مع القانون مشيرة إلى انها ستلتقي في الساعات القادمة مع الشركاء الاجتماعيين وأولياء التلاميذ لإعلامهم بالخطوط العريضة.
إنهاء كافة التحضيرات الخاصة بامتحانات نهاية السنة
وقالت بن غبريط إنه تم إنهاء جميع التحضيرات الخاصة بامتحانات نهاية السنة، حيث سجري امتحان شهادة التعليم الابتدائي بتاريخ 22 ماي المقبل بينما سيتم إجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط بين الـ 24 والـ 26 من الشهر نفسه فيما يجري المترشحون لشهادة البكالوريا الامتحان بين الـ 29 ماي والـ 2 جوان المقبل، مشيرة إلى أنها ستلتقي هذا الأحد مديري التربية الـ 50 على مستوى الوطن لضبط آخر الترتيبات الخاصة بامتحانات نهاية السنة.
واعتبرت بن غبريط ظاهرة مقاطعة الطلبة المترشحين لشهادة البكالوريا أقسام الدراسة باكرا بمجرد انتهاء الفصل الأول غير طبيعيا ، موضحة أن امتحان البكالوريا ما هو إلى تتويج لمسار طور تعليمي وثلاث فصول من الدراسة ، مؤكدة ان القانون يلزم في مثل هذه الحالات مديري المؤسسات التربوية باستدعاء أولياء الأمور كمرحلة أولى وإذا ما تواصل الغياب يتم حرمان المترشحين من اجتياز امتحان البكالوريا مع إعادة السنة وذلك بعد توجيه 3 إعذارات وقالت إن إدراج مادة التربية البدنية ضمن امتحان البكالوريا جاء للحد من هذه الظاهرة فعلى الطلبة بحسب بن غبريط حضور المادة خلال الفصول الثلاثة فضلا عن اجتياز الامتحان.
وعن السبب الرئيس لظاهرة مقاطعة المترشحين لشهادة البكالوريا أقسام الدراسة، فأوضحت أن التلاميذ أصبحوا يفضلون الدروس الخصوصية، قائلة إنه " إذا ما اقتنع التلميذ بمستوى التحصيل العلمي داخل الأقسام فإنه سيواظب على الحضور "، مشيرة إلى أن الظاهرة تعرف انتشارا لدى المترشحين المعيدين السنة.
وقالت الوزيرة إن جدول أعمال لقائها غدا ومدراء التربية سيتضمن المواعيد الهامة التي سطرتها الوزارة بدءا بمسابقات توظيف الأساتذة التي ستجري يومي 22 و23 أفريل المقبل، إضافة إلى امتحانات نهاية السنة الثلاث زيادة على تحضير الدخول المدرسي المقبل، مشددة على ضرورة تحلي مديري التربية باليقظة التامة والدائمة لمديري التربية من خلال لقاءاتهم ومدراء المؤسسات التربوية للتعامل مع أي مستجد.
وأكدت ضيفة الصباح أن جميع المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا وعددهم 800 ألف سيتلقون بطاقات التعريف البيومترية نهاية أفريل المقبل، مشيرة إلى أنه في ولاية لشلف تم جمع أكثر من 88 بالمائة من ملفات المترشحين وتتفاوت النسب من ولاية إلى أخرى، نافية في السياق ذاته ما تم تداوله بشأن إلزام المترشحين لامتحان شهادة التعليم المتوسط بإظهار بطاقة التعريف البيومترية وقالت إنهم سيكتفون ببطاقة التعريف العادية.
البرامج التربوية الجديدة لا تمس بالثوابت الوطنية
و في سياق متصل و لدى إلقائها كلمة خلال اليوم الإعلامي حول مناهج الجيل الثاني، الذي خصص للشركاء الإجتماعيين، أكدت وزيرة التربية الوطنية، ، أن كتابة البرامج التربوية الجديدة لا يمكنها "بأي حال من الأحوال" المساس بالثوابت الوطنية. وأوضحت أن إعادة كتابة البرامج "لا يمكنها بأي حال من الأحوال المساس بالأسس والمبادئ التي تبنى عليها السياسة التربوية، وذلك طبقا لأحكام الدستور والقانون التوجيهي للتربية الوطنية".
وأضافت أنه من "واجب القطاع ترقية القيم المتصلة بالإسلام والعروبة والأمازيغية، كما انه ىيسعي إلى غرس الشعور بالهوية الوطنية في نفوس اطفالنا وتنشئتهم على حب الوطن والإعتزاز بالإنتماء اليه وتعلقهم بالوحدة الوطنية ورموز الأمة ". وقالت السيدة بن غبريت انه في اطار اعادة كتابة البرامج، تعمل دائرتها الوزارية على "تثمين التراث الوطني الذي لا يمثل حاليا سوى نسبا محدودة في البرامج المدرسية (2 بالمائة) وهو البعد الذي يعد "أساسيا في المناهج الجديدة".
وأضافت أن هذه المناهج ستركز كذلك على "تعليم البعد الجغرافي والتاريخي والإنساني و الحضاري للوطن"، حيث سيتم في كتابة البرامج التعليمية الجديدة إدراج "أكبرعدد من المؤلفين الجزائريين"، مشيرة الى ان الرهان بالنسبة للقطاع هو "تكوين شباب متوازن غير منقطع عن مجتمعه ولديه من المؤهلات ما يجعله يبني ويحقق مشروعه الشخصي".
وفي هذا الصدد، إنتقدت الوزيرة ما وصفته ب"حملات تحقير" القطاع التي تقاد --كما قالت-- "إما عن جهل أو خدمة لمصالح مجهولة"، داعية الشركاء الإجتماعيين إلى "التفطن والتصدي لهذه الحملات".
واعتبرت أن "التحدي" الذي تسعى إلى رفعه هو "وضع المدرسة الجزائرية في مسار الإستقرار وحركية التحسين التي تتطلب تجند جميع الغيورين على الجزائر الذين يدركون المخاطرالتي تتربص ببلادنا".
المصدر: مروان. ب/ موقع الإذاعة الجزائرية