تحيي الجزائر هذا الأحد اليوم العالمي للشغل ، حيث تأتي هذه المناسبة في ظل مكاسب متعددة حققتها الطبقة العاملة في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر .
ويحتضن ميناء مدينة وهران الاحتفالات الرسمية المخلدة لهذه المناسبة التي تقام تحت شعار"التضامن مع الشعب الصحراوي"ويحضرها وفدان من البلدين.
وبهذه المناسبة وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رسالة قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد بن عمر زرهوني ، حيث أبرز الأهمية التي يكتسيها الاحتفال بالعيد العالمي للشغل هذه السنة في ظرف خاص يتميز خصوصا بتداعيات الأزمة المالية العالمية.
وأشاد رئيس الجمهورية في هذا الخصوص، بتمسك الإتحاد العام للعمال الجزائريين بمساندة القضايا العادلة عبر العالم وبالدفاع عن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وقال"إن اختيار الإتحاد العام للعمال الجزائريين، الإحتفال هذه السنة، بعيد الشغل تحت شعار (التضامن مع شعب الصحراء الغربية) ينم بجلاء عن تمسك منظمتكم، على غرار الشعب الجزائري قاطبة، بمساندة القضايا العادلة عبر العالم وبالدفاع عن مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها".
كما أكد السيد الرئيس- في رسالته- أن المجهود الاستثماري"الهائل"الذي بذلته الجزائر يسمح لها اليوم بأن تطمح إلى بناء اقتصاد منتج ومتنوع وتنافسي وفي ظرف وجيز، مؤكدا سعي الدولة لتشجيع الاستثمار الانتاجي وتعزيز مكانة المؤسسة في الاقتصاد.
وابرز رئيس الجمهورية أن الجزائر"حققت خلال العشريات الأخيرة إنجازات هامة تمثلت في تحويل مواردنا الطبيعية من المحروقات ومواردنا البشرية الى قدرات إنتاجية في القطاعين العمومي والخاص".
وقال ان ترقية الإقتصاد الوطني تتطلب كذلك"وثبة لمؤسساتنا بحيث تقوى على استعادة السوق الوطنية، وهذا مطلب نادى به الإتحاد العام للعمال الجزائريين وهو مشكور من خلال تعبئتها لمزيد من الإنتاج واستهلاك المنتوج الوطني"حسب الرئيس الذي ابرز ان هذا الاتجاه "جاء في أوانه ليكمل مبدأ منح الأفضلية للمنتوج الوطني بالأولوية في الصفقات العمومية عندما يكون الإنتاج الوطني متوفرا ويستجيب للمعايير المطلوبة".
وبعد أن حث القوى العاملة "الغيورة على سلامة اقتصاد بلادها"على دعم وتعزيز سياستنا التنموية ، بحيث تتحرر كليا من تبعيتها للمحروقات لفت السيد بوتفليقة الى سعى الدولة لضمان ديمومة الخيار المتمثل في العدالة والتضامن الوطني من خلال اتخاذ إجراءات حافزة وسياسة قوية ترمي إلى تشجيع الاستثمار الإنتاجي وتعزيز مكانة المؤسسة في الإقتصاد الوطني.
كما ابرز ضرورة مساهمة جميع القطاعات الاقتصادية من صناعة، وفلاحة وصيد بحري، وطاقة، وسياحة، وتكنولوجيات الإعلام والإتصال، في رفع تحدي بناء اقتصاد متنوع ومنتج وأن تضاعف اسهامها في تحقيق هذه الغاية الهامة من خلال تعبئة القدرات الاقتصادية الوطنية والإستعانة بالشراكة الدولية.
من جهة ثانية اكد الرئيس ان المرحلة الحالية تقتضي مزيدا من التعبئة والتشاور بين كافة الفاعلين الاقتصاديين والمؤسسات والإدارات الإقتصادية وبالخصوص العمال وقيادتهم النقابية حول الأولويات الإقتصادية المتفق عليها مثمنا "كل ما تمكنت بلادنا من تحقيقه في مجال ترقية الظروف الإجتماعية لشعبنا وخاصة طبقات العمال والمتقاعدين".
من جهة أخرى أكد رئيس الجمهورية،أن التعديل الدستوري الأخير يتيح اليوم للجزائر خوض "شوط جديد على درب تعزيز الديمقراطية"، وترسيخ بناء ركائز الهوية الوطنية ورسم نموذج البلاد التنموي.
وأوضح الرئيس بوتفليقة أن"هذا المكسب السياسي (تعديل الدستور) يتيح لنا أن نخوض اليوم شوطا جديدا على درب تعزيز الديمقراطية، وترسيخ بناء ركائز هويتنا و رسم نموذجنا التنموي".
وفي الشأن الاجتماعي -يقول الرئيس"لقد جاء الدستور المعدل مؤخرا بضمانات جوهرية تؤكد إلتزامات الدولة بالإبقاء على خياراتها الإجتماعية".
وأكد السيد بوتفليقة في الاخير عزمه مواصلة العمل بإصرار على"ترسيخ فضائل العمل والجدارة بالعمل والعطاء في ثقافة مجتمعنا، وعلى صون المصالح المشروعة للعمال".
مكاسب عمالية عديدة وتضامن راسخ مع الشعـب الصحراوي
وفي هذا الجانب أكد القيادي بالمركزية النقابية أحمد قطيش في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أن المركزية النقابية تمكنت من تحقيق عدة مكاسب سواء على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وكذا على مستوى طب العمل ومسألة رفع الأجور.
ويعكس التضامن مع الشعب الصحراوي مدى تضامن الطبقة الشغيلة في الجزائر مع القضية الصحراوية.
وفي هذا الصدد عبر عدد من المعتقلين الصحراويين السابقين والناشطين الحقوقيين المشاركين في احتفال عيد الشغل بولاية وهران لموفد القناة الإذاعية الأولى عن إصرار الصحراويين على تمسكهم بحقهم في تقرير المصير .
إنطلاق القافلة الإنسانية للاتحاد العام العمال الجزائريين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين
واحتفالا بهذه المناسبة وتضمامنا مع الشعب الصحراوي غادرت القافلة الإنسانية للاتحاد العام للعمال الجزائريين هذا الأحد ميناء وهران متوجهة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف.
وقد أعطيت إشارة انطلاق هذه القافلة بحضور الأمين العام الاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد والوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر وكذا وفدين من البلدين.
وأكد الوزير الأول الصحراوي طالب عمر في السياق ذاته عن استعدادهم لاستقبال هذه القافلة التضامنية وحماسهم الشديد لانجاح مثل هذه التظاهرات التي تجسد عمق روح التآزر والتضامن بين الشعبين الجزائري والصحراوي.
وتم جمع القافلة من طرف الاتحاد العام للعمال الجزائريين بمشاركة مؤسسات وطنية عمومية وخاصة، وتشمل أساسا مواد غذائية وأدوية وأفرشة أي الاحتياجات الضرورية ، حيث خصص لنقل هذه المساعدات 25 شاحنة مقطورة وأربع مركبات فضلا عن سيارة إسعاف موجهة للجراحات الأولية.
وقد انطلقت القافلة الجمعة الماضي من الجزائر العاصمة لتمر بذلك على وهران قبل التوجه إلى تندوف كما أشير إليه.
وكان أعضاء الوفدين قد ترحموا صباح اليوم بميناء وهران على أرواح الشهداء ، حيث تم وضع إكليل من الزهور أمام نصب تذكاري يقع داخل الميناء وتلاوة فاتحة الكتاب والوقوف دقيقة صمت. وبعين المكان زار الحضور معرضا لصور شهداء صحراويين.