يستذكر الفلسطينيون اليوم في قطاع غزة المحاصر أحد أسوأ العدوان الذي شنته دولة الاحتلال على القطاع مخلفا عشرات الألاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين أغلبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، على ضوء خذلان المجتمع الدولي للفلسطينيين سيما بعد تقرير اللجنة الرباعية الأخير الذي ساوى بين الضحية والجلاد الصهيوني الإسرائيلي واستباحة الحرم الابراهيمي من قبل المستوطنين اليهود بشكل يومي وحملة المداهمات والاعتقالات بالضفة الغربية والمدن الفلسطينية.
مرَّ عامان على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014 ولا زالت ذكرى الدمار والموت تطارد الكثير من سكان غزة، فمنهم من لم يجد سقفاً يأويه بعد تأخر إعادة الإعمار، وبعضهم حرمتهم الإصابات والذكريات من متابعة سير حياتهم بشكل طبيعي.
ففي السابع من جويلية عام 2014 شنت إسرائيل حرب مدمرة على قطاع غزة استمرت مدة 51 يوماً، راح ضحيتها أكثر من 2000 قتيل فلسطيني من بينهم حوالي 550 طفلاً، و300 امرأة، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 10000 إصابة، ودمرت وهدمت القوات الإسرائيلية 31974 منزلاً وبناية سكنية.
ورغم الخسارة الكبيرة في الأرواح وحجم الدمار الكبير الذي لحق بغزة لكن مقاومتها انتصرت على الاحتلال الإسرائيلي، ولم تمكنه من تحقيق أهدافه، وجعلته يستعجل وقف القتال ويسعى لاتفاق، بعدما بدأت صحف ومراكز بحثية إسرائيلية تنشر خسائر الاحتلال وصواريخ المقاومة التي أوقفت حركة مطار بن غوريون.
والجدير بالذكر أنه وبعد توقف الحرب، وفي 12 أكتوبر 2014 عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة بمشاركة خمسين منظمة وحكومة، وتعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار، نصفها لإعادة إعمار القطاع الذي لحق به دمار واسع.
وبحسب تقرير الحكومة الفلسطينية، فإن الدول المانحة التي تعهدت بالمساهمة في إعادة إعمار غزة، دفعت 40 بالمائة فقط من التزاماتها، بينما تقدر الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الاقتصادي في قطاع غزة جراء الحرب بنحو 3 مليار و6 مليون دولار.
وخلص تقرير للجنة تقصي الحقائق حول العدوان العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014، نشر في نهاية جوان 2015 وعرف بـتقرير ديفيس، إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة "يرقى إلى جرائم الحرب"، وأن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب حيث شنت "إسرائيل" أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية على مدى 51 يومًا.
ويطالب سكان غزة اليوم بتدخل دولي لحمايتهم من الاعتداءات الإسرائيلية ورفع الحصار الظالم المفروض على أكثر من 1.5 مليون نسمة منذ 10 سنوات.
المصدر : الإذاعة الجزائرية