يعد تحسين معدل مراقبة داء الربو من بين التدابير الهامة التي يتعين أن تؤخذ بعين الاعتبار لأجل تكفل أفضل بهذا المرض الشائع و الذي يشهد تزايدا حسب ما أشار إليه اليوم السبت مختصون خلال اليوم الثاني لأمراض الرئة المنظم بالمستشفى العسكري الجهوي الجامعي بقسنطينة.
و أردف مختصون في المجال بأن معدل مراقبة هذا المرض بالجزائر يقدر ب10,6 بالمائة داعين إلى تضافر الجهود من أجل رفع هذا المعدل و السماح أيضا بأفضل تكفل بهذا المرض.
و قد اعتبر بالمناسبة البروفيسور زيان بن عطو من المركز الاستشفائي الجامعي لتلمسان أن "مراقبة الربو هو التحكم فيه" مشددا على أهمية تنظيم العلاج في تحسين المراقبة و التكفل بداء الربو.
و أوضح ذات المتدخل الذي دعا إلى عمليات تقييم "متواصلة" للعلاج الموصى به للمرضى المصابين بالربو بأن الجزائر تتوفر على جميع الإمكانيات البشرية و المادية اللازمة لتحسين معدل مراقبة هذا المرض الذي لا يزال أقل من المعايير المطلوبة.
و في هذا الصدد أوضح ذات المتدخل بأنه حان الوقت ل"تنظيم" الإمكانات المتاحة (أدوية و أدوات تشخيص و طاقم طبي...) من أجل بلوغ معدل مراقبة للربو يتراوح بين 20 إلى 3 بالمائة (المعايير الدولية) مبرزا أهمية التكوين المتواصل في تحسين التكفل
بهذا الداء.
و سلط المشاركون في هذا اليوم الدراسي الضوء على أهمية "المناخ الأسري" في التكفل بهذا المرض داعين إلى "إعادة النظر في نقاط الضعف" و التوجه نحو مسعى لمرافقة المرضى المصابين بهذا المرض.
و بعد أن وصف البروفيسور عبد الحق مومني الربو بأنه"متلازمة لعدة عوامل و أشكال يمكن التحكم فيها" أوضح بأن هذا المرض يطرح مشكلا حقيقيا للصحة العمومية لأنه يوجد عدد كبير من المصابين به بالجزائر بانتشار يصل إلى 4 بالمائة لدى الكبار
و يصل إلى غاية8 بالمائة لدى الأطفال.
و بعد أن شدد ذات المتدخل على ضرورة "إيجاد إجماع علاجي يتماشى مع الإمكانات المتاحة" حث على "تطويق عوامل الخطر مثل التلوث الداخلي و الخارجي و تحسيس السكان و تكوين الطاقم الطبي" من أجل السماح بأفضل تكفل بهذا المرض.
كما اعتبر المشاركون في هذا اليوم الذي يشكل فرصة للحديث عن مختلف الوسائل العلمية و النفسية التي يتعين تنفيذها للسماح للمرضى المعنيين ب"التعايش بشكل أفضل مع هذا المرض و تقبله" أنه بالنظر لكون الربو مرض "متنوع" يتعين متابعته بدقة و باستمرار.
و دعا المشاركون في هذا اللقاء الدراسي الذين تطرقوا إلى المخاطر التي يمثلها التطورالصناعي الذي تشهده الجزائر و الظروف المناخية غير المستقرة في تفاقم هذا المرض إلى التحلي بالوعي من أجل الحد قدر الإمكان من انعكاسات و انتشار هذا الداء.
و تضمن برنامج مداخلات هذا اليوم الدراسي الذي حضره مهنيو الصحة من القطاعين المدني و العسكري "الربو الحاد" و "التكفل بالربو" و "تقييم طلب العلاج من الربو" و "الربو و الحمل" و "خصوصيات الربو لدى المرأة".