قام وزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمار برفقة وزير الاتصال جمال كعوان هذا السبت بالجزائر بوضع القاعدة الأساسية لتزويد جامع الجزائر بأجهزة الاتصال وتقنيات البث السمعي البصري، خلال زيارة عمل وتفقد أجراها إلى موقع المشروع .
وعلى هامش هذه الزيارة التفقدية التي شهدت أيضا حضور المدير العام للإذاعة الجزائرية، السيد شعبان لوناكل والمدير العام للتلفزيون الجزائري السيد توفيق خلادي وعدة مدراء مكلفون بمتابعة سير المشروع، أكد السيد طمار على أهمية الإعلام بصفة عامة و وسائل قطاع السمعي البصري بصفة خاصة في التسويق الإعلامي لهذا المعلم الديني والثقافي وتغطية ونقل فعالياته، وكذا إبراز أهميته وقيمته الجمالية بالنسبة لمدينة الجزائر.
ويشكل هذا المعلم وفقا للسيد طمار، مركزا للجذب العلمي بأنواعه والديني والثقافي والسياحي، من حيث كونه معلما حضاريا سيضفي لمسة جمالية خاصة على الجزائر العاصمة.
واكتست الزيارة الطابع التقني البحث من خلال المناقشات التي جمعت بين الخبراء التقنيون والمدراء العامون لهذه الوسائل، والتي تخللتها يقول السيد طمار:"أفكار واعدة تخص الجانب التقني للتجهيزات السمعية البصرية للجامع وتقنيات وضع الكوابل والأجهزة الرقمية خلال هذه المرحلة من الانجاز".
وخلال الاجتماع تم التطرق بالتفصيل إلى مختلف التجهيزات والوسائل على غرار الكوابل وأقباس الكهرباء والانترنت والهاتف والأجهزة الرقمية وأجهزة البث والاستقبال وغيرها والتي ينبغي أن تكون -حسب الوزير- " غير مرئية (الكوابل) أو مزعجة للزوار".
وحدد الوزير بالتشاور مع وزير الاتصال جمال كعوان والمديرين العامين لكل من الإذاعة والتلفزيون قاعتين موجهتين لوضع استوديوهات وتجهيزات خاصة بالتلفزيون والإذاعة.
كما تم تخصيص استوديو خاص على مستوى المنارة لمؤسستي الإذاعة والتلفزيون من أجل البث المباشر والإعداد لحصص خاصة،يكون لها بعد ثقافي وديني وسياحي، تسمح بإظهار الجانب الجمالي للمسجد ولمدينة الجزائر خلال أوقات البث.
وسيتم تنصيب أزيد من 15 كاميرا تصوير متخصصة ، لنقل الخطب وصلاة الجمعة والندوات والمحاضرات والحصص ومختلف النشاطات الثقافية والدينية التي ستنشط على مستوى الجامع، منها 12 كاميرا بقاعة الصلاة وكاميرتين بالساحة وكاميرا واحدة بزاوية 360 درجة على مستوى المنارة والتي سيكون لها دور أمني أيضا.
وفي هذا الإطار، تم وضع مخطط تقني يأخذ في الاعتبار إمكانية تنشيط الحصص في ساحات الجامع وفي المنارة وفي المتحف والمكتبة التي يجري تشييدها.
كما تم تخصيص مركزا للصحافة المكتوبة ،سيكون مزودا بأحدث التقنيات لإرسال المادة المكتوبة، وبعدد هام من أجهزة الإعلام الآلي والتي تستوعب مختلف الوسائل الإعلامية المكتوبة خلال المناسبات والمحافل التي تقام بالمسجد مستقبلا، هذاوطلب طمار في ذات الإطار، بتسخير خبرات المهندسين في الإضاءة الفنية والليزر من أجل وضع مخطط تقني متخصص للإضاءة الجمالية والفنية للمسجد.
وتعود الدراسة الخاصة بوضع تجهيزات السمعي البصري بجامع الجزائر إلى سنة 2014، ويتم حاليا تحيينها، بحيث شدد السيد طمار بالمناسبة على ضرورة الالتزام باستعمال أحدث التقنيات والتجهيزات في هذا الجانب.
كما تفقد الوزير سير الأشغال على مستوى قاعة الصلاة والساحة والمئذنة ، كما طاف بمعية مسؤولي شركة الإنجاز وأعضاء مكتب الدراسات على مختلف أجزاء الجامع التي تجري بها الأشغال، حيث شدد على ضرورة احترام آجال الانجاز، قائلا:"ينبغي العمل على استكمال الأشغال في آجالها المحددة، وأية مبررات في نهاية السنة لن تكون مقبولة".
من جانبه قال وزير الاتصال السيد جمال كعوان أن"هذا الصرح العظيم الذي يعرف وتيرة أشغال متقدمة، سيحضى بأحدث التقنيات في مجال الإعلام عموما والإعلام السمعي البصري على وجه الخصوص، والذي سيوفر بث إذاعي وتلفزي ذو جودة ويسمح بنقل الفعاليات التي سيحتضنها بصورة جيدة ".
ودعا السيد كعوان الإعلام الوطني إلى منح هذا"الصرح العظيم" صورة جيدة ترقى إلى مستوى الإمكانيات التي سخرت له، حيث تابع قائلا :"وفرنا كل الإمكانيات التقنية عالية الدقة من أجل القيام بأعمال في المستوى من طرف العناصر البشرية التي ستحضى بالعمل في هذه المرافق".
وسيتم ابتداء من غدا الأحد تنظيم اجتماعات تقنية تضم إطارات من وزارة الاتصال والمدراء التقنيون لمؤسستي الإذاعة والتلفزيون ومسؤولي شركة الإنجاز وأعضاء مكتب الدراسات من أجل إعداد البطاقات الفنية المتعلقة باستكمال كافة الجوانب المتعلقة بوضع تقنيات الإعلام والبث السمعي البصري بالجامع .
يذكر أن جامع الجزائر الذي ينجز على مساحة تقدر بأكثر من 27 هكتارا يتضمن قاعة صلاة بمساحة 20 ألف متر مربع (م2) وباحة ومنارة بطول 267 م ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن فضلا عن الحدائق وحظيرة للسيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للإطعام.
ويرتقب إنشاء في الجزء الجنوبي من الجامع مركز ثقافي يتكون من مكتبة كبيرة وقاعات السينما والمحاضرات التي تستقبل 1.500 مشارك.
ويشرف على إنجاز المشروع الذي أطلق مطلع 2012 المؤسسة الصينية "سي اي اس او سي"، أما المستويين المتواجدين تحت الأرض المحتوية على أنظمة العزل الزلزالي (التي تسمح بالتخفيف من حدة الزلازل من 5ر2 إلى 4 مرات من قوته) فقد تم الانتهاء منهما بنسبة 100 بالمائة.
وبخصوص المكتبة فهي تتسع ل3500 شخصا وتضم مليون كتاب بينما يستقبل المركز الثقافي نحو 3000 شخص و دار القرآن، بسعة 300 طالب.
بدورها تصل طاقة استيعاب حظيرة السيارات إلى 4.000 سيارة تقع على مستويين تحت الأرض.
ويعتبر جامع الجزائر الذي سيتم تسليمه في نهاية 2018 أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة.
المصدر: الإذاعة الجزائرية / واج