اختتم نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق أحمد قايد صالح, هذا الأربعاء زيارته إلى الناحية العسكرية السادسة بتفقد وتفتيش العديد من الوحدات المرابطة على الشريط الحدودي إلى جانب زيارته لمدرسة أشبال الأمة بتمنراست.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أنه "في اليوم الرابع والأخير من زيارته إلى الناحية العسكرية السادسة, وبعد تفقد وتفتيش العديد من الوحدات المرابطة على الشريط الحدودي جنوب البلاد, قام الفريق أحمد قايد صالح بتفقد بعض وحدات موقع تمنراست قبل أن يترأس اجتماع عمل بمقر قيادة الناحية".
و أضاف أن الفريق قايد صالح "وقف بمدخل مقر الناحية رفقة اللواء مفتاح صواب قائد الناحية العسكرية السادسة, وقفة ترحم على روح المجاهد المرحوم (هيباوي الوافي) الذي يحمل مقر قيادة الناحية اسمه حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المُخلد له, وتلا فاتحة الكتاب على روحه وعلى أرواح الشهداء الأطهار وذلك وفاء لتضحيات شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية المباركة".
كما تميز اليوم الأخير من الزيارة بإشراف الفريق قايد صالح بالقاعدة الجوية بتمنراست على "تدشين المدرج الثاني لهبوط وإقلاع الطائرات والذي تم إنجازه بهدف الرفع من القدرات العملياتية لهذه القاعدة الكبرى".
وبعد هذا النشاط قام الفريق قايد صالح بـ"زيارة إلى مدرسة أشبال الأمة بتمنراست, أين استمع في البداية إلى عرض قدمه قائد المدرسة, ليطوف بمختلف المرافق الإدارية والبيداغوجية".
وكان للفريق قايد صالح- يضيف ذات المصدر- لقاء مع إطارات المدرسة وأساتذتها وأشبالها أين "تبادل معهم الحديث مطولا حول مختلف الجوانب خاصة منها البيداغوجية, قبل أن يلقي كلمة توجيهية, ذكر فيها بالقرار التاريخي لفخامة السيد رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني والذي بموجبه تم إحداث عشر مدارس أشبال الأمة وهو القرار الذي مكن من توفير فرص متكافئة لكافة أبناء الشعب الجزائري وتعزيز المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي بهذا الصرح الجديد الذي سيزود قواتنا المسلحة بجيل نخبوي متشبع بالقيم الوطنية ومعتز بأمجاد ومآثر أسلافه الميامين".
وقال في هذا الصدد :"إنها مناسبة كريمة أسعد بها اليوم, بزيارة مدرسة أشبال الأمة بتمنراست, للمرة الثانية خلال هذه السنة الدراسية 2017-2018, وألتقي بإطاراتها وأساتذتها وأشبالها الذين يتشرفون بالانتماء إلى هذا الصرح التعليمي الرائد, والذي استكملنا به مشروع استحداث عشر مدارس أشبال الأمة".
وأضاف أن هذا المشروع "أعيدت من خلاله إلى الوجود, هذه المؤسسة العريقة والتاريخية بثوب وبتسمية جديدين لكنها تبقى محافظة بكل عزة وفخر على نفس القيم والمبادئ وعلى ذات الغايات والأهداف, بفضل القرار التاريخي الذي بادر به فخامة السيد رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني القاضي بإعادة بعث هذا الهيكل التعليمي والتكويني".
وتابع الفريق قايد صالح قائلا :"لا بد لي في هذا المقام المحمود أن أعبر عن تمام امتناني لما لمسته لدى كافة منتسبي هذه المدرسة, قيادة وإطارات وأشبال, من إصرار شديد على كسب رهان التعليم الناجع والتكوين النافع المشفوعين بالأخلاق السوية والانضباط الصارم, بشكل يتساوق تماما مع صلب وأبعاد هذه المبادرة الحميدة".
وأشار البيان أن السيد قايد صالح استمع بعدها إلى تدخلات الأساتذة والأشبال, التي انصبت جميعها حول "فخرهم واعتزازهم بالانتساب إلى هذا الصرح التعليمي والتكويني الواعد".
وخلال اجتماع بمقر قيادة الناحية, ضم أركان الناحية وقادة القطاعات العملياتية و أركاناتهم ومسؤولي المصالح الأمنية وكذا قادة الوحدات, استمع نائب وزير الدفاع الوطني إلى عرض شامل قدمه قائد الناحية حول الوضع الأمني السائد بإقليم الاختصاص, إضافة إلى عروض قادة القطاعات العملياتية و رؤساء مختلف المصالح الأمنية, ليلقي بعدها كلمة توجيهية "جدد فيها التذكير بالدور الفعال الذي تقوم به وحدات الناحية المنتشرة على طول الشريط الحدودي في تأمين البلاد وحمايتها من كل التهديدات والآفاتي وفي مقدمتها الإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب بمختلف أشكاله".
وقال في هذا الشأن :"إنه من الأهمية بمكان, أن نعاود القول والتذكير مرة أخرى أمامكم اليوم كإطارات وقيادات, بأنه مطلوب من الجميع في كافة مواقع عملهم, لاسيما أولئك الذين يرابطون, ليل نهار, وبكل إرادة وعزيمة على الثغور والحدود بأن يجعلوا من واجب تحسس مكامن الخطر واستشعار إرهاصات التهديدات وحسن التصدي لهما, سلوكا مهنيا آليا وطبيعيا, ومبدأ عمليا فطنا يكفل أداء مهمة حماية الوطن ويضمن دفع الأذى عن حياضه, وهذا من خلال التفعيل الدائم للمراقبة الحدودية الصارمة والمستمرة, عن طريق التوظيف الجيد والعقلاني لكافة الإمكانيات والوسائل المتاحة".
واستطرد الفريق قايد صالح قائلا :" إننا إذ نستمر في الجيش الوطني الشعبي, في بذل قصارى الجهود خدمة للجزائر وأمنها, مستعينين بما يوفره فخامة السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني من عون, وبما يسديه من توجيهات, فإنني أنتهز هذه السانحة الكريمة, لأقدر كافة الجهود المبذولة على مستوى الناحية العسكرية السادسة, وأثمن النتائج المحققة في أكثر من مجال, و أؤكد أن لا شيء يتحقق دون عمل مخلص, ودون جهد مثابر ومثمر, فمقام حراس الوطن, الساهرون عن أمنه واستقراره, هو مقام رفيع عند الله تعالى, فكونوا ممن يحظى براحة الضمير في الدنيا وبرضا الله في الآخرة, ولكل مجتهد نصيب".
واختتم الفريق قايد صالح نشاطه بإسداء "جملة من التوصيات" مشددا على الجميع "الحرص الدؤوب على تنفيذها بما يتوافق مع موجبات خدمة الجيش الوطني الشعبي, والحفاظ على جاهزيته الدائمة".