الرئيس تبون يؤكد تشجيعه للمشاريع الانتاجية المستحدثة لمناصب الشغل

أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الأحد بالجزائر العاصمة على دعمه وتشجيعه للمشاريع الانتاجية الوطنية من خلال تحفيزات وامتيازات يقابلها انشاء مناصب عمل.

وأوضح رئيس الجمهورية خلال مراسم تدشين الطبعة ال28 لمعرض الانتاج الوطني، أن  التحفيزات الجبائية والامتيازات التي تمنحها الدولة من عقار وقروض وغيرها يجب أن يكون لها مقابل وهو استحداث عدد هام من مناصب الشغل.

وأضاف بأنه يتعين العمل على تخفيض مستوى البطالة وهو ما يتأتى إلا من خلال  "مشاريع انتاجية حقيقية خلاقة لمناصب العمل وليس خلاقة للثروة الوهمية".

وفي هذ الصدد، وعد السيد تبون بأن تكون 2020 سنة مغايرة بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين شريطة أن يلتزموا بالتوسع وتنشيط الاقتصاد الوطني وخلق مناصب  الشغل.

كما شدد على أهمية تصدير المنتج الوطني معتبرا أنه السبيل الوحيد لتنويع  اقتصاد البلاد والخروج التدريجي من التبعية لمداخيل المحروقات. 

وصرح قائلا: "تعلمنا الشراء ولم نتعلم البيع، تعلمنا الاستيراد ولم نتعلم  التصدير... لا يمكن ان نستمر على هذا النحو. يجب ان تتغير الامور".

ولدى زيارته لجناح المنتجات الفلاحية، أكد على أهمية حماية هذه المواد لافتا  إلى أن الاتفاقيات التجارية الدولية لاسيما مع الاتحاد الاوروبي تشمل بنودا  تسمح باتخاذ اجراءات حمائية لفائدة المنتج الوطني.

وسيتم منع استيراد الخضر والفواكه في الجزائر في موسم جنيها، حسب السيد تبون  الذي أكد بأن اللجوء إلى استيراد هذه المواد سيكون استثنائيا في حالة عدم  تلبية المنتج الوطني لاحتياجات السوق.

وفي نفس السياق، لفت إلى ضرورة زيادة الاهتمام بنشاط تخزين وتبريد المنتجات  الفلاحية بالنظر لدوره في ضبط السوق مقترحا انشاء شركة خاصة على مستوى الموانئ  والمطارات تهتم بهذا المجال.

وحذر من الوقوع في حالات ندرة لا سيما بالنسبة للمواد الاساسية مثل البطاطا  التي لا يجب ان يتجاوز سعرها -حسب الرئيس- 60 دج حفاظا على القدرة الشرائية  للمواطن التي تشكل "هاجسا" للدولة.

ولدى زيارته لجناح الصناعات العسكرية، دعا رئيس الجمهورية المتعاملين  الصناعيين إلى الاقتداء بالقطاع العسكري في مجال الاندماج الوطني، مؤكدا على  ضرورة الاستلهام ب"وطنية و التزام و جدية الصناعة العسكرية في مسار التقويم  الصناعي".  

وكانت هذه المحطة فرصة للرئيس ليعبر عن استيائه من "بعض المتعاملين الذين  تسببوا في تبذير موارد مالية كبيرة بالعملة الوطنية والصعبة لسنوات دون تقديم  اية نتيجة". 

وأضاف بانه "لا يمكننا ان نطلق على مشاريع التركيب تسمية صناعة لأنها مجرد استيراد مقنع" داعيا الى "مراجعة كيفيات الاستيراد" و"معالجة بعض الامور غير  الاخلاقية التي تشوبها". 

وفي زيارته لجناح "إلجيريا إينوف" المخصص للمؤسسات الناشئة، أعلن رئيس  الجمهورية عن استحداث وزارة خاصة بهذا النوع من المؤسسات إضافة إلى استحداث  بنك يختص بتمويل الشباب الحاملين لمشاريع مع إنشاء حاضنات في جميع المدن  الكبرى للوطن.

وفي قطاع السكن، أوصى بضرورة الاسراع في وتيرة انجاز المشاريع السكنية  والاهتمام بجودة السكنات مع تسوية وضعية المكتتبين الذين طال انتظارهم  لسكنتاهم وذلك في اقرب الآجال.

وفي جناح الصناعات الصيدلانية، دعا المجمع العمومي "صيدال" إلى رفع حصته في  السوق الوطنية إلى 30/ 40 بالمائة على الأقل مؤكدا على ضرورة منح الأولوية  لتغطية الحاجيات من الأدوية الأساسية لاسيما المتعلقة بصحة المرأة والطفولة.

وتابع يقول" اتمنى أن تسترجع صيدال مكانتها في السوق الوطنية و أن تكون أكثر  شراسة"، معربا عن استعداده لتشجيع المجمع لتحقيق هذا الهدف .

من جهة أخرى، أمر رئيس الجمهورية بإعادة فتح كافة المطارات غير المستغلة وذلك  من اجل اعطاء ديناميكية للملاحة الجوية المتعلقة بالرحلات المحلية معتبرا أنه  "غير المقبول انشاء مطارات عبر التراب الوطني دون دخولها حيز التشغيل  واستقبالها لرحلات يومية".

وعرفت الطبعة ال28 لمعرض الانتاج الوطني اطلاق حملة تحسيسية تهدف لتوعية  المواطن بضرورة الحد من تبذير الخبز وهو ما علق عليه الرئيس بالقول: "من غير  المعقول ان تستورد الجزائر القمح ليتم بعدها تبذير الخبز" واصفا هذا النوع من  السلوك ب"حرق العملة الصعبة (التي تنفق في استيراد القمح)".

ويشارك في معرض الانتاج الوطني، المقام تحت شعار "الجزائر : اقتصاد متنوع،  خلاق و تنافسي"، 467 مؤسسة جزائرية عمومية و خاصة من بينها 50 مؤسسة ناشئة،  على مساحة إجمالية قدرها 22.352 م2، حسب الشركة الجزائرية للمعارض و التصدير  (صافكس)، المنظمة له.

وتمثل المؤسسات المشاركة في معرض الإنتاج الجزائري مختلف الميادين و  النشاطات : الطاقة، الكيمياء و البتروكيمياء، الصناعات التحويلية، البناء  والاشغال العمومية، الصناعات الغذائية والخدمات.

وبحسب المنظمين، تهدف هذه التظاهرة التي تستمر إلى غاية 30 ديسمبر، الى  التعريف بقدرات الإنتاج للمؤسسة الوطنية، تطوراتها و طموحاتها في إطار النموذج  الجديد لنمو الاقتصاد الجزائري.

كما سيقام على هامش المعرض العديد من الندوات والورشات التي تتناول مختلف  المواضيع تتعلق بنشاط الصناعة في الجزائر، خصوصا الرقمنة والابتكار وتحدي  التصدير وتمويل المؤسسات الناشئة.

و قد تم خصيص فضاء للبيع الترويجي للجمهور العريض على مستوى جناح "الساورة". 

الجزائر, سياسة