أعلن مجلس النواب العراقي (البرلمان) هذا الجمعة، أنه سيعقد جلسة استثنائية بعد غد الأحد، لبحث الضربة الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في بغداد وأسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني, وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" في العراق، جاء ذلك في بيان صحفي للدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت رئاسة مجلس النواب العراقي "تمديد الفصل التشريعي الأول/ السنة التشريعية الثانية للدورة النيابية الرابعة"، نظرا للظروف التي تمر بها البلاد ولإنجاز القوانين المهمة والمضي في تشكيل الحكومة الجديدة".
وكان التليفزيون الرسمي العراقي قد أعلن مقتل اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، في قصف استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي فجر اليوم..وذكر أن القصف أسفر عن مقتل عدد آخر من الأشخاص.
الرئيس العراقي يدعو شعبه إلى" ضبط النفس" و" إعلاء صوت العقل والمنطق "
من جهته ، حذر الرئيس العراقي برهم صالح من الآثار والتداعيات الأمنية لمقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني اللواء قاسم سليماني ، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، على بلاده وعلى المنطقة بأكملها، داعيا إلى "ضبط النفس وتغليب صوت العقل والحكمة وتقديم المصلحة الوطنية العليا".
وقال الرئيس صالح، في بيان اليوم الجمعة ، إنه "بلا شك سوف تترتب على هذه العملية آثار وتداعيات أمنية في العراق والمنطقة في حال لم يبادر الحكماء إلى إعلاء صوت العقل والمنطق، ومحاولة احتواء الآثار المترتبة عنها"، معتبرا أن عملية قتل سليماني والمهندي "تهدد سلم المنطقة والعراق بشكل واضح".
وأكد أنه "في هذا الظرف الاستثنائي من واجب العراقيين التمسك بوحدتهم ورص الصفوف وتجاوز الخلافات العابرة من أجل حماية المصالح الوطنية العليا، وحماية سيادة البلاد وأمنها وتجنيبها ويلات ومآسي نزاعات مسلحة أنهكتها على مدى أربعة عقود من الزمن... ولا تزال آثارها وجراحها لم تندمل".
وفي جانب آخر، اعتبر المرجع الديني العراقي علي السيستاني، في بيان، مقتل سليماني والمهندس فوق أراضي بلاده "اعتداء غاشما وخرقا للسيادة العراقية، وانتهاكا للمواثيق الدولية"، قائلا "إن هذه الوقائع وغيرها تنذر بأن البلد مقبل على أوضاع صعبة جدا"، ودعا "الأطراف المعنية إلى ضبط النفس والتصرف بحكمة".
الخطوط الملكية الأردنية تعلق رحلاتها الجوية إلى بغداد
فيما ، قررت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية تعليق رحلاتها الجوية بين عمان وبغداد اعتبارا من اليوم الجمعة وحتى إشعار آخر في ضوء الوضع الأمني غير المستقر في المدينة وفي مطار بغداد الدولي.
وأوضحت الخطوط الملكية الأردنية التي تشغل 18 رحلة منتظمة أسبوعيا بين عمان وبغداد في بيان اليوم أن رحلاتها الجوية الأخرى إلى بقية المدن العراقية البصرة واربيل والنجف والسليمانية تسير بشكل طبيعي ووفقا للبرنامج المعلن للمسافرين.وكان مطار بغداد الدولي تعرض لهجوم صاروخي أسفر عن مقتل مجموعة من قادة الحشد الشعبي وقائد فيلق القدس الإيراني.
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط
وفي السياق ذاته ، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تجنب التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، محذرا من الانزلاق نحو دوامة عنف .
وحذر شارل ميشال رئيس الاتحاد الأوروبي، في تصريحات اليوم الجمعة، من حدوث دوامة عنف بعد مقتل سليماني، قائلا إنه "يجب أن تتوقف دورة العنف والاستفزازات والضربات المضادة التي شهدناها في العراق على مدار الأسابيع الماضية." وأوضح أنه " يجب الحيلولة دون حدوث تصعيد جديد، مهما كان الثمن."
وكان قد توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"الانتقام" لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، خلال غارة أمريكية استهدفت سيارته فجر اليوم الجمعة قرب مطار بغداد الدولي، معلنا الحداد العام بالبلاد لمدة ثلاثة أيام.وقال خامنئي في بيان بثته وكالة أنباء (إرنا) الإيرانية ، "الانتقام الشديد سيكون بانتظار..الذين تلوّثت أيديهم بدمائه ودماء سائر شهداء الحادث".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت أن "الجيش الأمريكي وبتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، نفذ الضربة التي قتلت سليماني".
التداعيات الاقتصادية : سعر البرميل لشحنات تسليم مارس بلغت 69,16 دولارا.
ومن تداعيات الأزمة الأولى عقب هذا الاغتيال ، ارتفاع سعر برميل النفط الخام الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم فبراير، بنسبة 4,3 في المائة في التعاملات الإلكترونية ليصل إلى 63,84 دولارا، بينما ارتفع سعر برميل برنت نفط بحر الشمال تسليم مارس بـ 4,4 في المائة وصولا إلى 69,16 دولارا.
وسجل هذا الارتفاع مع تصاعد قلق المستثمرين من الانعكاسات المحتملة للتوتر في الشرق الأوسط على إمدادات الذهب الأسود.