تحادث رئيس الجمهورية, عبد المجيد تبون, هذا الاحد بمقر رئاسة الجمهورية في العاصمة, مع نظيره التركي, رجب طيب أردوغان, الذي يقوم بزيارة صداقة وعمل إلى الجزائر تستغرق يومين.
وتوسعت المحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية السيد عبدالمجيد تبون مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الى اعضاء الوفدين .
و شارك في هذه المحادثات من الجانب الجزائري كل من مدير ديوان رئاسة الجمهورية، نورالدين عيادي و وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم و وزير المالية عبدالرحمان راوية و وزير الداخلية و الجماعات المحلية و تهيئة الإقليم كمال بلجود و وزير الطاقة محمد عرقاب و وزير الصناعة و المناجم فرحات ايت علي براهم و وزير التجارة كمال رزيق.
و من الجانب التركي، شارك في هذه المباحثات اعضاء الوفد المرافق للرئيس أردوغان.
وكان الرئيس التركي قد حل صباح اليوم بالجزائر في زيارة صداقة وعمل, تلبية لدعوة من الرئيس تبون والتي تندرج في إطار "تدعيم الروابط القائمة بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون بينهما, بالإضافة الى التشاور حول القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك".
وقام الرئيس أردوغان مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية, صبري بوقدوم, بالترحم على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة ووضع إكليلا من الزهور أمام النصب التذكاري بمقام الشهيد في العاصمة, كما وقف دقيقة صمت وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.
وأكدت مصادر دبلوماسية ان الزيارة تحمل "أهدافا تاريخية" وتهدف الى"نقل العلاقات المثالية بين البلدين إلى مستوى إستراتيجي"متوقعة أقدام الجانبين التركي والجزائري على خطوات مهمة فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية.
في هذا الخصوص وصف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عمر بغزوز في اتصال مع القناة الإذاعية الأولى العلاقات الجزائرية –التركية بالمتميزة متوقعا أن تتعزز خصوصا في المجال الاقتصادي وتحديدا الصناعات الخفيفة.
من جهة أخرى اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية مصباح مناس أن تركيا تأخذ بعين الاعتبار موقف الجزائر من الأزمة الليبية وهي تتحرك بالتنسيق معها مشيرا إلى أن هناك تطابقا تاما في موقف البلدين بهذا الخصوص.
من جانبه أكد المحلل السياسي التركي رسول توسان أهمية زيارة أردوغان إلى الجزائر مشيرا إلى أن الرئيس التركي يرافقه وفد من رجال الأعمال بغية رفع حجم الاستثمارات التركية في الجزائر وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ولفت توسان إلى أن الملف الليبي سيكون أحد أهم محاور الزيارة بحكم الدور الذي يضطلع به الطرفان في ما يتعلق بالأزمة الليبية.
وعشية الزيارة، أكد دبلوماسي تركي ان البلدين يسعيان لتعزيز العلاقات على جميع الاصعدة من خلال تجاوز المجالين الاقتصادي والثقافي وهي المهمة التي سيضطلع بها "المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، الذي سيتشكل في اطار مذكرة تفاهم سيوقع عليها الرئيسين خلال هذه الزيارة" .
وشهدت علاقات الصداقة الجزائرية التركية الضاربة في عمق التاريخ، في السنوات الاخيرة حركية خاصة بعد الزيارات المتبادلة للمسؤولين الاتراك الى الجزائر والتي أعادت توجها جديدا قوامه توسيع قاعدة التعاون من البعد الاقتصادي الى المسائل السياسية والاستراتيجية.
وتعد زيارة أردوغان الثالثة للجزائر، حيث أجرى في 19 نوفمبر 2014 زيارة رسمية ، وجاءت زيارته الثانية في فيفري 2018 لتعزز أكثر العلاقات بين البلدين خاصة الاقتصادية.
للاشارة تأتي زيارة الرئيس التركي الاحد الى الجزائر أياما فقط عقب الندوة الدولية حول ليبيا في برلين التي شارك فيها الرئيسان عبد المجيد تبون والتركي اردوغان في 19 جانفي المنصرم.
كما تأتي الزيارة غداة اجتماع لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر يوم الخميس، وهو اللقاء الذي أكد على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار، معربين عن تطلعهم إلى أن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم ، بعيدا عن أية تدخلات أجنبية .
إعطاء دفع جديد للعلاقات الاقتصادية والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك
سجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية-التركية، خلال السنوات الأخيرة دفعا جديدا وتنمية مستدامة في مختلف الميادين، لاسيما في مجالا الطاقة والحديد والصلب والنسيج، الى جانب تعزيز المبادلات التجارية.
وتأتي زيارة اردوغان الى الجزائر من اجل اعطاء دفعة قوية للتعاون الاقتصادي بين البلدين الى جانب التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك, حيث يراهن البلدان على علاقات اقتصادية أقوى، من خلال الزيارات المتبادلة التي أثمرت بمشاريع واتفاقيات عديدة في مجالات الطاقة والتجارة والزراعة والبناء والثقافة.
ومنذ مايو 2006، ترتبط الجزائر وتركيا بمعاهدة صداقة وتعاون ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين, ورفع نسبة الاستثمارات التركية في الجزائر، وسط توقعات بأن تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما "طفرة جديدة" في السنوات المقبلة.
وتعتبر الجزائر أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، بحجم مبادلات تجارية يتراوح ما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا، وتخطى حجم الاستثمارات التركية في الجزائر عتبة 3 مليارات دولار.
وتتجلى أهم المشاريع بين تركيا والجزائر في افتتاح "طيال" أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، بمحافظة غليزان (غربي البلاد)، باستثمار يقدر بـ1.5 مليار دولار.
وأقامت الشركة التركية "توسيالي أيرون أند ستيل" في 2013 بوهران (غرب الجزائر) مصنعا للحديد والصلب، بتكلفة تفوق 750 مليون دولار, وبقدرة إنتاجية بلغت 1.2 مليون طن سنويا من المواد الحديدية.
وفي 2015، أسست الشركة المختلطة "أوزميرت"(تركية جزائرية أنشئت في 2007 بوهران) مصنعا بمحافظة عين تيموشنت (غرب) متخصص في صناعة الفولاذ والقضبان المسطحة.