أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي مساء هذا الثلاثاء أنه جاء الى مقر الامم المتحدة "للمطالبة بالسلام العادل" وللتأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض للخطة الأمريكية الإسرائيلية المزعومة للسلام في الشرق الأوسط.
و قال الرئيس عباس مخاطبا أعضاء مجلس الامن "جئتكم من قبل 13 مليون فلسطيني لنطالب بالسلام العادل فقط, لا أكثر ولا أقل"، مضيفا "جئتكم للتأكيد على الموقف الفلسطيني الرافض للصفقة الأمريكية الإسرائيلية" المزعومة للسلام والتي كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا عن تفاصيلها في واشنطن بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ولفت الرئيس الفلسطيني إلى أنه جاء "مدعومذا بنتائج جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي، التي خلصت إلى الرفض القاطع" لما أطلق عليه اعلاميا ب" صفقة القرن" الهادفة الى "حل الصراع" الفلسطيني الاسرائيلي.
وأشار إلى أن "الرفض الواسع للصفقة جاء بسبب ما تضمنته من مواقف أحادية الجانب, ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية"، مؤكدا أنها " ألغت قانونية الشعب الفلسطيني في حقه المشروع في نيل استقلاله في بلده، وشرعت ما هو غير قانوني بالاستيطان وضم للأراضي الفلسطينية".
وتابع الرئيس عباس في السياق " لا نعلم من يعطي النصح لترامب بشأن ما اتخذه من إجراءات ضد الجانب الفلسطيني"، موضحا بأن الفلسطينيين " لن يقبلوا بالصفقة الأمريكية التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية على أرض الواقع و سيواجهوناها " مشددا " لن نركع لاحد".
وبعدما ذكر بما التزم به الفلسطينيون بتطبيق كافة الاتفاقات مع إسرائيل "وكنا نتصرف بمسؤولية" خاطب الاسرائيلييين بقوله أن " الاحتلال لن يصنع لكم الامن و السلام".
ومع ذلك اعتبر الرئيس الفلسطيني بأن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي "لا يزال أمرا يمكن تحقيقه"، مضيفا " القدس الشرقية لنا والغربية لهم ولا مانع من التعاون بين البلدين".
وقدم الرئيس عباس في خطابه الذي يشرح للعالم أجمع أسباب الرفض لهذه الصفقة،الشكر الى كافة الدول والمنظمات والبرلمانات التي تجاوبت مع الفلسطينيين في الدفاع عن الإجماع الدولي.
وجاءت كلمة الرئيس عباس أمام أعضاء مجلس الامن الدولي لتأكيد رفض الجانب الفلسطيني لخطة السلام الامريكية المزعومة " لابتعادها عن مضمون قرارات ولوائح مجلس الامن الدولي الخاصة بتسوية" اقدم صراع في العالم.
وأوضحت الخارجية الفلسطينية أن خطا عباس سيطرح مجددا رؤيته لتحقيق السلام، والتي تحظى بإجماع دولي واسع, والتي تقوم بالأساس على رعاية دولية متعددة الأطراف للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وفقا لمرجعيات السلام الدولية وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بعيدا عن "صفقة القرن التي تشكل بجوهرها ومضمونها ونصوصها الموقف الإسرائيلي من قضايا الحل النهائي التفاوضية".
وقالت الخارجية الفلسطينية إن خطاب الرئيس عباس في مجلس الأمن الدولي " سيدق أبواب الجمعية العامة للأمم المتحدة وجميع مراكز صنع القرار في العالم" وستقدم دولة فلسطين مشروع قرار لترسيم جميع هذه الإنجازات كموقف دولي واضح.