كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، هذا الخميس، عن مشروع "كامل الرؤية" لتفعيل أداء الزكاة والأوقاف سيرفع قريبًا إلى الحكومة لدراسته والمصادقة عليه، بالتزامن، طرح الوزير مشروعًا ثانيًا لدعم المؤسسات الناشئة.
في حديث صحفي نشرته جريدة الخبر في عددها الصادر اليوم، ذكر بلمهدي أنّ قطاعه يتوفر على خبراء دوليين في مجال الوقف بغية تطويره، كاشفًا عن مشروع "كامل الرؤية" لتطوير وتفعيل هذا الأداء لكي "يؤسّس ديوانًا خاصًا بالأوقاف والزكاة"، سيُحال على الحكومة لدراسته والمصادقة عليه، معتبرًا ذلك "خطوة لإحياء القطاع وتشكيل واقع جديد في الجزائر".
من جهة أخرى، أبدى الوزير استعداد دائرته الوزارية لتدعيم المؤسسات الناشئة والوزارات والقطاعات بـ"الأوعية العقارية" التي تحتاج إليها، والدخول معها كـ"شريك طبقًا للشريعة الاسلامية"، مضيفًا أنّ قطاعه يتوفر على "أراض بيضاء وأراض يمكن استصلاحها وتطويرها، وهي فكرة قابلة للتجسيد والتفعيل في الأيام القادمة" .
وبشأن امكانية "رفع التجميد" عن ما يعرف بـ"القرض الحسن" الذي كان يستخدم من طرف صندوق الزكاة لتمويل المؤسسات المصغرة والناشئة، قال الوزير"نفكر اليوم في رفع التجميد عنه وتفعيله، لكننا نفكّر في الآليات التي يمكن أن نطور بها الزكاة والأوقاف، علما أنّه سبق للصندوق المذكور أن دعّم ثمانين ألف مؤسسة مصغرة عبر ولايات الجمهورية، وفي كل منها ثلاثة إلى خمسة شركاء سددت الكثير منها ديونها"، على حد تأكيد بلمهدي.
أما فيما بخص احتمال تعليق الحج للسنة الجارية بسبب تفشي وباء كورونا، رأى الوزير أنّ طرح الموضوع "سابق لآوانه"، مستدلا بتصريح وزير الحج السعودي، وتشديده على أنّ الأمر يحتاج الى "وقت وتريث" في الاجراءات لاستكمال العملية المتمّمة للحج لهذا الموسم، ريثما يتم النظر في مستجدات هذا الوباء ومعرفة أبعاده.
وذكر الوزير أنّه في حالة تعليق حج هذا الموسم، فكل العملية ستؤخّر الى سنة 2021، ولن تقوم الوزارة بقرعة جديدة، مطمئنًا بذلك كل الذين فازوا بالقرعة، وظهروا على قوائم المتوجهين الى البقاع المقدسة.
وبخصوص تنصيب الهيئة الشرعية الوطنية للإفتاء للصيرفة الاسلامية على مستوى المجلس الاسلامي الأعلى، ذكر الوزير أنّ جل المسائل والقضايا يتم التنسيق فيها، مشيدًا بــ"الانجاز الكبير" الذي اعتمدته الحكومة لأول مرة في تاريخ الجزائر الجديدة استلهاما من التزامات رئيس الجمهورية الـ54، وهو برنامج حظي بتزكية نواب الشعب بالغرفتين.
وانتهى الوزير للتنويه بالشبابيك الإسلامية معتبرًا إياها "اضافة قوية لاقتصاد البلاد"، لأنّ ذلك سيسمح لرؤوس أموال كثيرة جدا بالمساهمة في التنمية الوطنية، بعدما ظلت مكتنزة في البيوت على غرار ما أثبتته التجارب في بعض البلدان التي تبنت هذا النوع من الصيرفة، بما فيها الدول الغربية، تبعًا لإسهامها في إحداث حركية تنموية فاعلة.