تم هذا الأربعاء بالجزائر العاصمة إصدار طابع بريدي يخلد ذكرى استرجاع رفات زعماء الثورة الشعبية ليضاف إلى سلسلة الطوابع البريدية التي تخلد تاريخ الجزائر الحافل بالبطولات.
وأشرف على مراسم إصدار هذا الطابع الرمز الذي يتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني للمجاهد المصادف لـ 20 أوت من كل سنة، كل من وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ابراهيم بومزار ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، وبحضور مستشار رئيس الجمهورية عبد الحفيظ علاهم، مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف وملف الذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، والمجاهد والوزير الأسبق دحو ولد قابلية وإطارات من الوزارات.
وبالمناسبة، أكد السيد بومزار أن "هذا الحدث ينطوي على رمزية أساسية ودلالة عميقة لكونه يتزامن واستحضار محطتين خالدتين في تاريخنا وهما ذكرى الهجوم القسنطيني في 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام في 1956، نستذكر فيهما أيضا مسيرة قطاع البريد والمواصلات في الجزائر وإصدار أول طابع بريدي في 1 نوفمبر 1962 يحمل عبارة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية مجسدا بسط الجزائر لسيادتها على القطاع".
كما نوه الوزير في هذا الإطار ب"جهود أبناء الوطن ممن أخذوا على عاتقهم آنذاك تسيير وتطوير القطاع رغم الظروف الصعبة وقلة الخبرة والتجربة نظرا للتهميش المفروض عليهم من قبل المستعمر الفرنسي، حتى كسبنا اليوم رهان الرقمنة وعصرنة القطاع بفضل الكفاءات الوطنية التي رفعت التحدي بجدارة حتى أضحى قطاع البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يعمل بسواعد جزائرية من خريجي الجامعات والمعاهد الوطنية".
من جانبه، أشاد السيد زيتوني بهذه المبادرة التي "تعنى بتاريخنا المجيد وتهدف لتخليد مناسبة هامة وهي استرجاع الدفعة الاولى من رفات زعماء المقاومة الشعبية وما عاشه الجزائريون من لحظات الفخر والاعتزاز" مشيدا ب"الجهود الجبارة والمتميزة التي تبذلها وزارة البريد والمواصلات في هذا الشأن".
كما نوه بالمناسبة ب"الحرص الشديد لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، واهتمامه بملف الذاكرة الوطنية ووفائه بوعوده الذي تجسد في استرجاع رفات الشهداء".
وأضاف أن "تاريخنا الحافل بالبطولات هو صمام أماننا ورمز وحدتنا الوطنية، والواجب يفرض علينا جميعا أن نصونه ونحافظ عليه وتبليغه للأجيال القادمة"، مؤكدا "استمرار الجهود لاسترجاع جماجم الشهداء وكذلك بالنسبة للأرشيف والمفقودين والمنفيين و تعويضات ضحايا التجارب النووية في الجنوب الجزائري".
ولتصميم هذا الطابع البريدي المتميز الذي يخلد ذكرى استرجاع رفات زعماء الثورة الشعبية، تم فتح باب المشاركة لكل المواهب المبدعة، من خلال تنظيم مسابقة وطنية مفتوحة للأطفال دون 16 سنة والبالغين في 5 يوليو الماضي.
وأشرفت لجنة متعددة القطاعات، مكونة من إطارات من وزارة البريد والمجاهدين والثقافة على استقبال وتقييم الأعمال المشاركة، حيث قامت باختيار أفضل تصميم بعد جلسات عمل مطولة وتبادل للافكار والتشاور.
وحظي تصميم السيد سفيان مراكشي من الجزائر العاصمة بجائزة أفضل تصميم تم اعتماده من قبل اللجنة، حيث تم تكريمه من قبل وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ووزير المجاهدين وذوي الحقوق.
كما تم بالمناسبة تكريم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف وملف الذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، والمجاهد والوزير الاسبق دحو ولد قابلية.
يذكر أنه تم في 4 جويلية الماضي استرجاع رفات و جماجم 24 من رموز المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي.
وكان هذا الملف موضوع طلب رسمي تقدمت به الجزائر لفرنسا حيث تم طرح المسألة خلال مباحثات بين السلطات العليا للبلدين، ليتم تأسيس لجنة مكونة من خبراء جزائريين للقيام بتحديد هوية هؤلاء المقاومين الجزائريين.