أكد المشاركون في ندوة نظمت بمناسبة الذكرى الـ62 لتأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، على ضرورة الاهتمام أكثر بالذاكرة الوطنية من أجل المحافظة على الإرث التاريخي للجزائر و تعزيز التواصل بين الأجيال.
وفي مداخلة له خلال هذه الندوة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتعاون مع جريدة المجاهد والمجلس الإسلامي الأعلى تكريما للمجاهد الفقيد محمد توفيق المدني، دعا المدير العام للأرشيف الوطني والمستشار لدى رئاسة الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة،عبد المجيد شيخي، إلى "الاهتمام أكثر بالذاكرة والرجوع إلى العلماء ومراجعهم واستلهام العبر والدروس منهم من اجل التواصل مع الأجيال"، مذكرا في ذات السياق بـ"الأهمية البالغة التي إكتستها عملية استرجاع رفات شهداء" المقاومة الشعبية ضد الاستعمار في 5 جويلية الفارط.
وأكد شيخي أن احمد توفيق المدني يعتبر شخصية التصقت بتاريخ الجزائر منذ نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ20 اذ كان له "جهدا كبيرا ومتواصلا" في الكتابة والبحث، مشيرا الى كتابه "جغرافية الجزائر" الذي ألفه في الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر حيث كان "بمثابة جوابا صارخا في تلك المرحلة الحاسمة بالتعريف بكل الجوانب التاريخية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للجزائر،و تطرق فيه بالتفصيل الدقيق "للإدارة الفرنسية القمعية في تلك الفترة" بالإضافة إلى تأليفه كتاب "300 سنة بين الجزائر واسبانيا" ثم كتاب "حياة كفاح".
وأضاف المحاضر أن للفقيد مسار غني بما في ذلك دوره في إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومساهمته في جلب الكثير من أرشيف الجزائر من تركيا وترجمة البعض منه.
أما المجاهد عمار طالبي فكشف بان الفقيد احمد توفيق المدني هو الذي كان وراء إنشاء نادي الترقي بالجزائر العاصمة وذلك قبل إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
كما أكد من جانبه المجاهد محمد صغير بلاعلام على "الأهمية البالغة لتدريس كتب الفقيد في الجامعة أو غيرها" من المراحل الثلاثة التعليمية باعتباره "مناهضا قويا وجريئا للاستعمار".
و ذكر المحاضر بمسار احمد توفيق المدني من تكوينه بجامع الزيتونة وزجه في السجن ثم نفيه بعد الحرب العالمية الأولى ثم اجتماعه بمبارك الميلي والشيخ عبد الحميد ابن باديس فأصبح ملازما له ومن بعده الشيخ البشير الإبراهيمي والنخبة من المثقفين.
كما ابرز إلمامه بالكتابة والصحافة والخطابة بالإضافة إلى كونه عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية وناطقا رسميا للوفد الخارجي بالقاهرة (سنة 1956). وقبل ذلك كان أمينا عاما لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وممثلا لجبهة التحرير الوطني إلى غاية تعيينه وزيرا للثقافة في الحكومة المؤقتة ثم وزيرا للأوقاف بعد الاستقلال.