وفي هذا السياقي قال أن "نجاح هذه الإستراتيجية القارية مرتبط بشكل وثيق بتعزيز التعاون والتنسيق مع شركائنا الدوليين. وهي سانحة لنسجل دعمنا للمطلب الرامي إلى تخفيف عبء الديون ومساعدة الدول في ضمان استمرار الإمدادات الغذائية وحماية الوظائفي والتخفيف من وطأة تراجع المداخيل بسبب ضياع عائدات التصدير على القارة".
وجدد السيد جراد التذكير بآثار الأزمة الصحية لوباء "كورونا" على كافة نواحي الحياة الاقتصادية و السياسية والاجتماعية للدول ، مشيرا الى انه وبالاضافة الى الخسائر في الأرواح البشرية، "أرغمت هذه الأزمة العديد من الدول على إغلاق حدودها و فرض تدابير احترازيةي ما انجر عنه خسائر مادية معتبرة ناتجة عن تعطيل النشاطات الاقتصادية وتقييد حركة الأفراد بين دول العالم".
ولمواجهة الوضع الذي فرضته الجائحة ، دعا السيد جراد الى ضرورة تعزيز التضامن القاري والعالمي أكثر من أي وقت مضى الى جانب "توحيد جهودنا المشتركة مع تجنيد كل طاقتنا ووسائلنا من أجل التصدي لهذه الجائحة والحد من آثارها".
"إننا نجتمع اليوم وكلنا أمل في تجاوز أزمة فيروس كوفيد 19 التي ألمت بالإنسانية جمعاء بفضل بداية عمليات التلقيح ضد هذا الوباء في العديد من دول العالمي كما نتطلع أن تتوصل قارتنا إلى توفير اللقاح بصفة عادلة ومنصفة بين دولنا لوقف انتشار الفيروس ووضع إستراتيجية لمرحلة الإنعاش الاقتصادي لما بعد الوباء" ، يضيف الوزير الاول في كلمته خلال القمة الافريقية.
وهنا شدد على ضرورة تعزيز التضامن الدولي في توزيع اللقاحات وتفادي "انصياع هذه العمليات إلى اعتبارات النزعة الوطنية التي تحول دون وصول الدول الفقيرة إلى اللقاح و بالتالي إطالة أمد هذه الأزمة".
الى جانب ذلك نوه السيد جراد بمبادرة "المنصة الأفريقية للإمدادات الطبية"ي التي تم تشغيلها في شهر مايو 2020 كآلية لتجميع المشتريات لكافة الدول الأعضاء من أجل ضمان اقتناء الإمدادات الطبية الأساسية بالإضافة إلى إنشاء صندوق الاتحاد الأفريقي لتمويل جهود مكافحة الوباء و الذي سارعت الجزائر إلى المساهمة فيه بمبلغ مليوني (2) دولار كما قامت، على المستوى الثنائيي بتقديم مساعدات غذائية و معدات طبية".
الجزائر واجهت بحزم الوباء منذ الوهلة الأولى
من جهة أخرى، أبرز الوزير الأول جهود الجزائر في مواجهة هذا الوباء "بحزم منذ الوهلة الأولىي من خلال التدابير الوقائية و تسخير كل الوسائل الممكنة لمجابهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الجائحةي لاسيما بالنسبة للشباب والنساء و الفئات الهشة".
و قد سمحت هذه التدابير في وقت قياسي بالتحكم في انتشار الفيروس و تحقيق اكتفاء ذاتي فيما يخص وسائل الوقاية وإنتاج الأدوية ووسائل الفحصي يقول السيد جراد مؤكدا في هذا الخصوص عزم الجزائر على مواصلة عملية التلقيح التي باشرتها في أواخر شهر يناير المنصرم إلى غاية تحقيق النسب المطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية.
كما سجل دعم الجزائر للتوصيات الواردة في تقرير الرئيس سيريل رامافوزاي رئيس جمهورية جنوب إفريقيا وحرصها الشديد على أهمية عمل المنظمة القارية مع الشركاء الدوليين لوصول اللقاحات إلى البلدان الإفريقية "بشكل عادل ومنصفي و بتكلفة ميسورة و في الوقت المناسب"ي من خلال تعزيز التعاون الدولي ودعم منظمة الصحة العالميةي و انتهاج سياسة المواقف المشتركة و الموحدة و التي "طالما مكنتنا من الحفاظ على مصالح دولنا و قارتنا و منظمتنا".
وبالمناسبة هنأ السيد جراد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ، فليكس أنتوان تشيسيكدي تشيلومبو، على توليه رئاسة المنظمة القاريةي كما شكر السيد سيريل رامافوزا ، رئيس جنوب إفريقيا، على جهوده خلال رئاسته للإتحاد الإفريقي في سبيل "النهوض بالعمل الإفريقي المشترك"ي و على تقريره المستفيض الذي قدمه للقمة بخصوص مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".