تحل هذا الاثنين الثامن من فبراير 2021 ، الذكرى ال63 لأحداث ساقية سيدي يوسف القرية التي أراد المستعمر الفرنسي إبادتها بعد تعقبه للثوار الجزائريين واكتشافه لمدى تنسيقهم مع التونسيين لتجميع المؤن ، وقد أقدمت القوات الفرنسية على قصف المنطقة في مجزرة مخزية ، حولها امتزاج دماء الشعبين إلى ملحمة نضال وتضامن بين الجزائريين والتونسيين لا تزال تنسج فصولها إلى حد اليوم .
واختار مهندسو المجزرة أن يهاجموا قرية سيدي يوسف في يوم يتزامن والسوق الأسبوعي ، بهدف الحاق أكبر قدر من الأضرار المادية والبشرية ، وهو ما قد يخلق القطيعة بين الشعبين و يزعزع القواعد الخلفية للثورة الجزائرية ، غير أن ما حدث كان عكس المتوقع، كما أن الهجمة تحولت إلى وصمة عار للفرنسيين بعد انتشار الحدث في الصحف العالمية .
وهاجمت قوات الاستعمار الفرنسي يومها على سكان القرية العزل باستخدام طائرات "بي- 26" و طائرات "ميسترال" ، و أسفر القصف عن سقوط نحو مائة شهيد و ما يناهز 130 جريحا.
ويعتبر القصف الوحشي الذي طال سكان القرية الحدودية الواقعة بين الجزائر وتونس ، و الذي كشف الهمجية الاستعمارية لفرنسا ، منعطفا حاسما في تاريخ الثورة الجزائرية ، وأحد أهم المحطات التاريخية المشتركة بين الشعبين والبلدين ، حيث توطدت العلاقات بين الجزائريين والتونسيين بشكل تصاعدي منذ تلك الحادثة إلى يومنا هذا .
ولا تزال صور التضامن والتآزر ترسم المواقف الرسمية والشعبية بين الجزائر وتونس في دليل قاطع بأن العلاقة وثيقة لا يمكن إلا أن توطد بتعاون ثنائي يستلهم قوته من عمق النضال الأخوي المشترك.