أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة، عمار بلحيمر أن الحراك الشعبي أصبح "مرجعا" للشعوب و"جدارا مانعا" أمام كل محاولات الاختراق المتعددة، مذكرا بأن الحكومة قامت بإعداد قوانين ل"سد الذرائع وقطع الطريق" أمام الأعمال العدائية التي تستغل الفضاء السيبراني لبث سمومها الحاقدة.
وأوضح بلحيمر في حوار خص به جريدة "المساء"، أن الشعب الجزائري "أعطى للعالم درسا في السلمية والتحضر بحراك الـ22 فبراير 2019 الذي لامس سقف الحرية وقمة النضج والوعي لإعادة مسار بناء الجزائر إلى السكة الصحيحة وأسقط براثن الفتنة وحصون الفساد التي كادت أن تعصف بمستقبل الأجيال".
فالحراك الشعبي الذي نستعد لإحياء ذكراه الثانية أصبح، كما قال، "مرجعا للشعوب ومرجعية للنخب وجدارا مانعا أمام كل محاولات الاختراق المتعددة والتي جعلت من منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية المشبوهة نوافذ لها".
وأضاف الوزير بأن الحكومة "قامت بإعداد جملة من القوانين لسد الذرائع وقطع الطريق أمام تلك الأعمال العدائية التي تستغل الفضاء السيبراني لبث سمومها الحاقدة"، لافتا إلى أن النصوص القانونية المتعلقة بالإعلام الالكتروني "تسمح لنا بإزالة الضبابية على نشاط الصحافة الالكترونية والفصل بين أصحاب المهنة وبين المندسين الذين يعملون لصالح أجندات مغرضة لن تنجح أبدا في إعادتنا إلى الوراء".
وفي رده على سؤال حول الدور الذي من المنتظر أن يلعبه الإعلام الوطني في مواجهة الحملات التي تستهدف الجزائر، عبر السيد بلحيمر عن قناعته بأن هذا الإعلام "لم يتأخر عن أداء واجبه ولم ينتظر لحظة للوقوف في وجه كل الحملات ولا يحتاج لوصاية إدارية أو دروس في الوطنية"، مشددا على أن الإعلام "جزء لا يتجزأ من هذه اللحمة الوطنية و أن الصحافة الوطنية أبانت مستوى عال من المهنية والاحترافية منذ أول أسبوع من الحراك المبارك، مرورا بالمناسبات الوطنية والأحداث الإقليمية والأزمة الصحية الحالية".
كما أكد الوزير أن "الألغام التي زرعتها تراكمات سابقة أو تلك التي تأتي من وراء البحار، فسوف لن تجد لها مكانا بيننا بعد الآن، بفضل الخيرين من أبناء هذا الوطن"، لان زمن تجارة الضمائر "قد ولى والمستقبل للصفاء والإخلاص لهذا الوطن".
ولم يفوت الناطق الرسمي للحكومة فرصة الحوار ليعلن بأن النظام المغربي "جند مئات العملاء على مستوى العالم الافتراضي للهجوم على الجزائر ونعلم جيدا مصدر تواجدهم من خلال ما تتيحه لنا التكنولوجيا العصرية".
وبالنسبة له، فإنه "من الواضح" كذلك أن ما يقوم به هذا النظام "عمل ممنهج ومنسق"، مشيرا بالمقابل الى أن ما تقوم به وسائل الاعلام الوطنية التي "تقدم المعلومات والأخبار الموثوقة"، أصبح يشكل "إزعاجا للنظام المغربي، كما أصبح يؤثر في الرأي العام الشعبي بالمغرب و هي باعتقادي أفضل طريقة للرد، خاصة وأن إعلاميين مغاربة معروفين اعترفوا بضعف الآلة الدعائية المغربية أمام ما يقدمه الإعلام الجزائري".
هذا وتطرق الحوار من جهة أخرى إلى ما التزم به رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي، حيث أكد الوزير بأن الجزائر الجديدة "بدأت ملامحها تتجسد بتغيير العديد من الممارسات والتخلص من الكثير من مظاهر التلاعب بعقول الجزائريين من خلال نشر معلومات مغلوطة أو مخاطبة الشعب بالوكالة أو من فوق منابر إعلامية".
كما أبرز السيد بلحيمر أهمية ما أمر به الرئيس تبون الحكومة بالمرور "فورا" إلى "السرعة القصوى" و"ضرورة" تقديم "الأفضل والأحسن" للمواطن الجزائري، معتبرا أن بعض القطاعات "قامت بواجبها"، في حين وجدت بعض الدوائر الوزارية "صعوبات معقدة" في أداء مهامها، ما "يستدعي التدخل العاجل لتصويب عمل الجهاز التنفيذي وتدارك النقائص المسجلة".
وجدد الوزير التأكيد على أن اللقاء بالولاة وغيرهم من المسؤولين أصبح "ضروريا" للوقوف على ما تحقق وما يجب فعله ربحا للوقت وتحسينا لنوعية الخدمة، معتبرا بأن مثل هذه اللقاءات "رسالة" للمسؤولين بأن مهمتهم واحدة وهي خدمة الوطن والمواطن.
وفي الشق الدولي، جدد وزير الاتصال مواقف الجزائر "الثابتة" ازاء بعض القضايا، قائلا بأن الجزائر "ترافع دوما من أجل مغرب الشعوب، فالعلاقات بين الشعبين الجزائري والمغربي علاقات أخوية ومتينة، لذلك لا نحمل الشعب المغربي انحرافات نظامه وعدوانه الغاشم على الشعب الصحراوي...".
كما جدد الموقف "الثابت" للجزائر من القضية الفلسطينية التي تبقى -كما أكد- "محورية" ويعبر عنها من هرم السلطة ممثلة في رئيسها السيد عبد المجيد تبون إلى أبسط مواطن أو طفل في المدرسة.