أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي, الفريق السعيد شنقريحة, اليوم الأربعاء, أن مواقف الشعب الجزائري, "ثابتة" لأنها مستلهمة من العقيدة الوطنية, ورسختها الثورة التحريرية مبرزا أن هذا الشعب "عاقد العزم على ألا يحيد عن هذه المواقف مهما كلفه الأمر من تضحيات", حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وقال الفريق شنقريحة في كلمة له خلال إشرافه على افتتاح أشغال ندوة وطنية بعنوان "الذاكرة والوحدة الوطنية" بأن: "جزائر الشهداء لا تقبل الابتزاز, وأن مواقفها المبدئية ثابتة كالجبال لا تتزحزح, لأنها مستلهمة من عقيدتها الوطنية الثورية, ومن وحدتها الوطنية الصلبة, التي ختم عليها بدماء الملايين من الشهداء, الذين ضحوا بأرواحهم إبان المقاومات الشعبية الباسلة, وخلال ثورة نوفمبر المجيدة, وكذا أثناء كفاحنا البطولي, الذي نجح في إفشال مشروع زرع جرثومة الإرهاب في أرض بلادنا الطاهرة".
وتابع قائلا في كلمته, التي تابعها إطارات ومستخدمو الجيش الوطني الشعبي, عبر تقنية التحاضر عن بعد, بأن الشعب الجزائري "عاقد العزم على ألا يحيد عن هذه المواقف, مهما كلفه الأمر من تضحيات", مشيرا إلى أن "هذا الرصيد القيمي الثري يمثل دون أدنى شك, صمام أمان وحدتنا الوطنية, ومنارة مسيرتنا المظفرة".
وأشار البيان إلى أن الندوة حضرها وزراء كل من الاتصال والتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والفنون والأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق, علاوة عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني بالنيابة وقادة القوات وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر والمديرون ورؤساء المصالح المركزية بوزارة الدفاع الوطني وبأركان الجيش الوطني الشعبي.
وفي مستهل الندوة تقدم الفريق شنقريحة ب"أسمى عبارات الترحيب والشكر" للسادة الوزراء, على تلبية الدعوة للمشاركة في هذه الندوة, كما رحب بالضيوف الكرام، خاصا ب"التحية مجاهدينا الأشاوس, الحاضرين معنا اليوم, ومن خلالهم إلى كافة أبطال نوفمبر الأغر, عبر كامل ربوع الوطن".
وذكر في هذا الخصوص بأن هؤلاء الأمجاد "طعموا الذاكرة الوطنية بأنبل القيم ووضعوا في متناول الأجيال الجديدة, دروسا وعبرا ومرجعيات أصيلة, كفيلة بصون الأمانة, وتحقيق رقي الأمة وازدهارها".
كما توجه ب"التهاني الحارة" بمناسبة عيد النصر وشهر الشهداء, إلى جميع مستخدمي الجيش الوطني الشعبي, سليل جيش التحرير الوطني, وإلى الشعب الجزائري برمته, متضرعا إلى الله العلي القدير أن يتغمد برحمته الواسعة, شهداء المقاومات الشعبية, وشهداء ثورتنا التحريرية المجيدة, وشهداء الواجب الوطني والمجاهدين المتوفين, وأن يحفظ الأحياء منهم ويمدهم بالصحة والهناء.
وخاطب رئيس أركان الجيش متابعي الندوة قائلا :" لقد ارتأينا تنظيم هذه الندوة, تحت عنوان: "الذاكرة والوحدة الوطنية", بهدف التطرق إلى الموروث الوطني, مما أنتجته عبقرية الأجيال السابقة, في شتى المجالات, وما أقرته المجتمعات التي تعاقبت على هذا الفضاء الجغرافي, من سنن وأعراف, والانعكاسات الإيجابية لهذا الموروث على الوحدة الوطنية, أرضا وشعبا, بالرغم مما تعرضت له عبر مسارها, الضاربة جذوره في أعماق التاريخ".
كما حرص الفريق شنقريحة على "التذكير والإشادة بمختلف مبادرات السيد رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, لإحياء الذاكرة الوطنية, من أجل بناء شخصية المواطن الجزائري, الواعي بقيمه الحضارية, والفعال في مجتمعه".
وقال في هذا الشأن :"لا يفوتني بهذه المناسبة, التذكير والإشادة بمبادرة السيد رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني, المتمثلة في إطلاق قناة الذاكرة, التي تعنى بالتاريخ الوطني, كخطوة أولى في مشروع إحياء الذاكرة الوطنية, فضلا عن ترسيم يوم 8 ماي من كل سنة يوما وطنيا للذاكرة, وكذا استعادة عدد معتبر من رفاة شهداء المقاومات الشعبية, في انتظار استرداد الجزء المتبقي من الذاكرة الوطنية".
واستطرد قائلا بأن "كل هذه المساعي النبيلة, لكفيلة بإحياء الذاكرة الوطنية, من خلال بعث الوعي بالتاريخ الوطني, وترسيخ الانتماء الحضاري, بما يحصن الفرد الجزائري من تأثيرات البدائل, التي تقدم عبر مختلف الوسائل, ويرسخ أقدام الجزائر في محيطها الطبيعي, بأبعاده التاريخية والجغرافية والثقافية الأصيلة".
كما أكد الفريق شنقريحة بأن "كل هذه الأبعاد تمثل الثوابت الوطنية, التي كرستها ثورة نوفمبر المجيدة, والتي في إطارها فقط, يحفظ أمننا الوطني واستقرارنا, ونتمكن من بلوغ أهداف مسيرتنا الواعدة, المتمثلة في بناء دولة قوية, حاضرة في محافل المجتمع الدولي".
وأضاف في هذا الخصوص بأن "هذا المشروع المتعلق بإحياء الذاكرة وتوظيفها, هو مشروع وطني يتطلب تضافر جهود كل قطاعات الدولة, من تربية, وثقافة, وتعليم عالي, وإعلام, وشؤون دينية, حيث تتكامل الأدوار مع ما تؤديه الأسرة, باعتبارها الخلية الأولى في المجتمع, وبذلك نضمن بناء شخصية المواطن الواعي بقيمه الحضارية والفعال في مجتمعه".
وخلص البيان إلى أن فعاليات الندوة تواصلت بمتابعة مجموعة من المداخلات التي ترمي في مجملها إلى "التحسيس بالتداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن إهمال الذاكرة الوطنية والتخلي عن الحفاظ عن الخصوصيات التي مكنت الأمة من التشكل والتطور عبر الحقب, من خلال بعث الاهتمام بالمرجعيات التي تختزنها الذاكرة الوطنية, وإبراز أهمية الذاكرة في الحفاظ على الوحدة الوطنية وانسجام المجتمع", علاوة على "تسليط الضوء على منظومة القيم التي رسختها ثورة نوفمبر المجيدة".