أبلغت حكومة جنوب أفريقيا مفوضية الاتحاد الافريقي "اعتراضها" على قرار منح الكيان الصهيوني صفة مراقب لدى الاتحاد الأفريقي وطالبت بإدراج هذه المسألة الحساسة في جدول أعمال المجلس التنفيذي لإبلاغ الدول الأعضاء في الاتحاد رسميا بالأساس القانوني والمبرر السياسي لمنح صفة مراقب للكيان الصهيوني.
وأوضحت سفارة جنوب افريقيا لدى جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية والبعثة الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا في مراسلة لها لمكتب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ,ان بريتوريا توقعت أن يبلغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي اعضاء الاتحاد عن منح "اسرائيل" صفة مراقب لدى الاتحاد الأفريقي الذي اعلن عنه في 22 يوليو الجاري وشدد ممثل جنوب افريقيا على ان "هذه المسألة الحساسة تستدعي من رئيس مفوضية الاتحاد ان يجري مشاورات مع الدول الأعضاء قبل اتخاذ القرار", وهذا بصرف النظر عن صلاحيات رئيس مفوضية الاتحاد الناشئة عن الجزء الثاني من معايير المنح صفة المراقب ونظام الاعتماد داخل الاتحاد الأفريقي.
وإذ تسجل حكومة جنوب أفريقيا "اعتراضها على قرار منح "إسرائيل" صفة مراقب للاتحاد الأفريقي وتطلب إدراج هذه المسألة في جدول أعمال المجلس التنفيذي".
وبعد ان ذكر الدبلوماسي, بأن "الاتحاد الافريقي كان قد نظر من قبل في هذه المسألة الحساسة خلال سنوات 2013 و 2015/2016 غير انه لم يوافق على الطلب".
وأوضحت السفارة أن رفض الاتحاد الافريقي لقرار الضم راجع إلى أن "معايير اعتماد الدول غير الأفريقية والتكامل الإقليمي والمنظمات الدولية تبرز بوضوح ان أهداف ومقاصد الدول او المنظمات غير الافريقية الراغبة في الاعتماد لدى الاتحاد الأفريقي لا بد أن "تتوافق مع روح وأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي".
وعليه يضيف ممثل جنوب افريقيا, وبغض النظر عن الاعتبارات السياسية الواضحة التي أبلغت بريتوريا عدم الموافقة على طلب الكيان الصهيوني, فان هناك إعتبارات قانونية لرفض انضمام الكيان وهذا بالنظر الى "سلوكه الذي لا يتماشى مع القيم المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي".
وبناء على ما تقدم, طالبت حكومة جنوب أفريقيا من مفوضية الاتحاد ان تبلغ الاعضاء بالتفاصيل والاعتبارات التي أُخذتها في الحسبان, لإلغاء القرارات السابقة المتخذة في 2013 و 2015/2016 بشأن هذه المسألة.
وجددت السفارة في هذا المقام التذكير "بموقف الاتحاد الافريقي الذي جدد دعمه للشعب الفلسطيني في تأمين دولة مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية, ودعا من جهة أخرى إسرائيل إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي".
منظمة حقوق الإنسان "إفريقيا لفلسطين" ترحب بموقف بريتوريا
ورحبت منظمة حقوق الإنسان (افريقيا لفلسطين) باعتراض حكومة جنوب افريقيا على قرار مفوضية الاتحاد الأفريقي "المروع" القاضي بمنح سفير الكيان الصهيوني في إثيوبيا صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي, داعية الى ضرورة وقف هذا القرار الأحادي الجانب وغير القانوني وعكس مساره على الفور.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة, محمد ديساي, في بيان نقله موقع اندبندنت اونلاين, "تتفق المنظمة, مع حكومة جنوب افريقيا على أن القرار غير عادل وغير مبرر, علاوة على ذلك فانه قرار مشكوك فيه لاتخاذه من جانب واحد دون استشارة باقي الدول الاعضاء في منظمة الاتحاد الافريقي ".
وأضاف محمد ديساي, أن" المنظمة تعمل مع شركائها في حكومة جنوب إفريقيا والمجتمع المدني وكذلك مع حلفائها في البلدان الأفريقية الأخرى لضمان وقف هذا القرار الأحادي الجانب وغير القانوني, وغير المناسب وعكس مساره على الفور".
ولفت المدير التنفيذي الى أن جنوب إفريقيا المعروفة بمواقفها "لعبت في الماضي دورا مهما في عكس قرار القمة الأفريقية-الإسرائيلية التي كان من المقرر عقدها في توغو في عام 2017 ".
كما أعرب ديساي, عن تأييد المنظمة التام لقرار حكومة جنوب إفريقيا في مطالبتها بأن يقدم رئيس اللجنة الافريقية إحاطة إعلامية لجميع الدول الأعضاء وإجراء مناقشة عاجلة من قبل المجلس التنفيذي ومجلس رؤساء الدول والحكومات".
كما أشار مسؤول المنظمة الحقوقية, الى أنه " في وقت سابق من هذا العام, عندما قتل الاحتلال الصهيوني أكثر من 230 فلسطينيا, من بينهم أكثر من 60 طفلا وثلاث نساء حوامل, أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الهجمات الصهيونية وأكد مجددا أن أفعال الجيش الصهيوني, بما في ذلك الإجلاء القسري وغير القانوني للفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية, انتهاك صارخ للقانون الدولي" منددا بأن "إسرائيل لم تضع حدا لانتهاكاتها للقانون الدولي".