حقائق رهيبة في إسقاط الأمن الوطني لـ "خيوط الوهم"

كشف التلفزيون العمومي، ليلة الأربعاء، عن حقائق رهيبة إثر نجاح الأمن الوطني في إفشال مؤامرة دموية استهدفت الجزائر، وكان سينفذها 17 مجرمًا بتخطيط من منظمة «الماك» الإرهابية بمساعدة الكيان الصهيوني، وجيران السوء "المغرب".

في وثائقي موسوم "سقوط خيوط الوهم" بثته القناة الجزائرية الثالثة، تمّ إماطة الغطاء عن حجز "أسلحة وعتاد حربي، ورايات ومناشير تحريضية" إثر عمليات التفتيش التي أعقبت تحريات المحقّقين الأمنيين، وأثمرت إجهاض المخطط التعفيني لـ "الماك" وحليفيه.

"سقوط خيوط الوهم" نقل تصريحات خطيرة تختزل المآل الفظيع لتنظيم "الماك" الإرهابي وأذرعه الذين اختاروا دروبًا قاتمة بدل الوضوح، وارتضوا الارتماء في أحضان الشيطان، مكرّسين النسق الإجرامي الذي كشفت وزارة الدفاع الوطني خيوطه في 24 أفريل الماضي، قبل أن تشهد 26 ولاية بين السابع والرابع عشر أوت الماضي، كوابيس "الماك" الذي أضرم حرائق الغابات في 26 ولاية، وتسبّبت في هلاك 90 شخصًا وتضرّر 89 ألف هكتار من الغابات، فضلاً عن إتلاف عدّة ثروات زراعية وحيوانية.   

ونوّه وثائقي "سقوط خيوط الوهم" إلى أنّ مصالح الأمن تمكّنت مجددًا من إسقاط القناع عن شبكة لها صلات متينة بحركة الماك الإرهابية ودولة الكيان الصهيوني والمغرب، وأفيد أنّه في إطار مزاولة مصالح الأمن لولاية تيزي وزو، لمهامها العادية، توصّلت إلى أولى الخيوط، وهو المتهّم "مخلوف" صاحب حانة في تيغزريت، وإثر تفتيش بيته الذي تعلو سقفه، نجمة داوود، جرى العثور على مخزون أسلحة من الصنفين الأول والرابع، ومبالغ ضخمة بالدينار الجزائري والعملة الصعبة.

وصرّح المتهم "مخلوف. م" أنّه ظلّ مناضلاً في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي)، كما يشغل عضوية مجلس بلدية تيغزيرت، كاشفًا عن علاقاته المزمنة مع فرحات مهني، منذ كان الأخير ينشط في الأرسيدي، ولم يخف "مخلوف" عدائيته للهوية الوطنية، وتأييده لوهم فرحات مهني بشأن ما يسميه "الاستقلال الجهوي".

وكشفت التحقيقات أنّ "مخلوف. م" المقاوم السابق في تسعينات القرن الماضي، عُثر بحوزته على ألبسة للجيش الوطني الشعبي والحماية المدنية، قبل أن يؤدي تعميق التحقيقات لفترة زمنية، وتحصيل إذن من الجهات القضائية المختصة بالتفتيش الإلكتروني، إلى إبراز خيوط الحقيقة الواحدة تلو الأخرى، بينها محاولة المتهم "مخلوف" تعديل ذخيرة بندقية الصيد لتلائم سلاح "الكلاشنيكوف"، وادعى المعني أمام المحققين أنّ ذلك كان "من أجل صيد الخنازير"، متناسيًا تفسير سببية تخزينه "كواتم الصوت" في إحدى أقبية "تيغزيرت".

وقاد تكثيف التحقيقات إلى أنّ المتهم "مخلوف. م" لم يكن وحده، بل له صلات مع شبكة إجرامية مسلّحة تقودها حركة "الماك" الإرهابية، أضلاعها المتهم الثاني "طاهر. ش"، الذي كشف عن إيصاله كميات من الذخيرة لقاء 5 آلاف دينار تحت مبرّر "مساعدة الماك في مسعاه لتحرير البلاد" (...)، وزعم "طاهر. ش" أنّه فعل ذلك "نتيجة تعرّضه للتهديد".

من جهته، أشار المتهّم الثالث "أكلي. م" إلى علاقته بالمتهم الأول "مخلوف. م" وحديثه الكثير عن "الماك" و"السياسة" و"أعلام" الحركة الإرهابية، وأبرز "أكلي. م" ومهنته فلاّح، أنّ "مخلوف. م" سيئ السمعة في منطقة تيغزيرت ويُشتهر هناك بكثرة معاقرته الخمور في حانات فرنسا.

وأفاد "أكلي. م" أنّ "مخلوف. م" كلّفه بنقل الأسلحة والذخيرة في سيارته، ومنحه مقابل ذلك مبلغًا بقيمة 20 ألف دينار جرى إخفاؤها في أوراق جريدة.      

دور الموساد وبوّابة المغرب

جرّ ما تقدّم إلى تفكيك البيت العنكبوتي المنسوج بسموم الخيانة والغدر، ويتعلق الأمر بالصفحة الفيسبوكية "تامزغا – إسرائيل"، وتوصّل المحققون إلى حيثيات لعبة الغدر التي حاولت حركة "الماك" الإرهابية حبكها مع دوائر الكيان الصهيوني، وسط نقاط مبهمة وأسماء كثيرة ليست جزائرية، مثل "سارة تيار" و"يونس ميموني".  

وجرى استكشاف خيط رفيع جدًا يقود إلى دولة الكيان، بحضور طاغٍ لجهاز الموساد عبر بوّابة المغرب، ومكّنت التحريات من الوصول إلى "سارة" اليهودية من خلال استرجاع بروتوكول الأنترنيت الخاص بحسابها، وهي تقطن في الدولة العبرية، ولها ولدان أحدهما ضابط في جهاز الموساد، والثاني جندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في غضون ذلك، تمّ رصد موقع "يونس" المغربي في السويد شمال أوروبا، وجرى حوصلة هذه المعلومات والأدلة الدامغة، بموجب معطيات استخلصتها مصلحة مكافحة الجريمة المعلوماتية للأمن الوطني.

إلى ذلك، اعترف المتهم "كمال. ش" بالعلاقات المشبوهة مع "سارة تيار" منذ عام 2010، وأقرّ بعضويته لمجموعة "تامزغا – إسرائيل"، وتواصله المثير مع "سارة" بشأن مراودة الصهاينة، قائلاً: "لست أؤمن بالدين".

وتوصّل المحققون أيضًا إلى تواصل بين رئيس كونفدرالية الماك بالأربعاء ناث إيراثن "سيفاكس مامو" المتهّم في قتل الشاب "جمال بن إسماعيل"، و"شريف. م" الناشط في حركة "الماك"، ما يؤكد صلة التنظيم الإرهابي مع الجريمة البشعة التي جرى تنفيذها بوحشية مساء الأربعاء الحادي عشر أوت الماضي.

ما تقدّم، يحيل إلى خطورة التآمر على خطورة وأمن الجزائر من طرف مجرمين يتبجّحون بـ "منطقة القبائل الكبرى" هذه الأرض الشامخة التي أنجبت ولا تزال أيقونات ومآثر هذا الوطن الأشمّ.  

يُشار إلى أنّ المديرية العامة للأمن الوطني كشفت، مساء اليوم، عن إفشال مخطط إرهابي تعود بوادره إلى سنة 2014، ويتعلق الأمر بالتحضير لتنفيذ "عمليات مسلحة"، بتواطؤ أطراف من الداخل تتبنى النزعة الانفصالية، ويقف وراءها الكيان الصهيوني والنظام المخزني في مخطط سعى إلى "تنفيذ عمل مسلح داخل التراب الوطني"، وذكر بيان الأمن الوطني أنّه أثناء الأسبوع الجاري، جرى تفكيك جماعة إجرامية تنتمي إلى المنظمة الإرهابية «الماك» تنشط على مستوى ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة.

وذكر البيان أنه إثر هذه العملية تم توقيف 17 مشتبهًا فيه "كانوا بصدد التحضير لعمليات مسلحة" تستهدف المساس بأمن البلاد والوحدة الوطنية، وكشفت "الأدلة الرقمية" المتوصل إليها خلال التحقيق الابتدائي، وكذلك "اعترافات المشتبه فيهم"، أنّ أعضاء هذه الجماعة الإرهابية كانت على تواصل دائم مع جهات أجنبية عبر الفضاء السيبراني.

وأكد المصدر ذاته أنّ المجموعة الإرهابية المذكورة كانت "تنشط تحت غطاء جمعيات ومنظمات للمجتمع المدني متواجدة بالكيان الصهيوني ودولة من شمال إفريقيا"، فيما مكنت عمليات تفتيش منازل المشتبه فيهم، وحجز وثائق ومستندات دالة على اتصالات مستمرة مع مؤسسات الكيان الصهيوني".

الجزائر, مجتمع