اليمن: فيروس "كورونا" يضع اليمن على حافة "كارثة إنسانية" جديدة

حذر منسق منظمة أطباء العالم في اليمن يان جوسيس، اليوم السبت، من أن إعلان سلطات البلد أمس الجمعة، عن أول إصابة بفيروس "كورونا" المستجد يضعها على حافة "كارثة إنسانية" جديدة قد تؤدي أيضا إلى تراجع جهود مكافحة مرض الكوليرا، وذلك في ظل التردي الشديد لأوضاع القطاع الصحي في البلاد.

وقال جوسيس، في تصريحات صحفية ، اليوم إنه يتوقع انتشارا سريعا للفيروس، مشيرا إلى أن المرافق الصحية في اليمن غير قادرة على استيعاب تدفق كبير للمرضى، وذلك في بلد قالت الأمم المتحدة إنه يعيش أسوأ أزمة إنسانية بالعالم في الوقت الحالي.

وكانت اللجنة العليا للطوارئ في اليمن صرحت أمس بأن يمنيا (60 عاما) ثبتت إصابته بالفيروس في محافظة حضرموت جنوبي شرقي البلاد، وهو عامل في ميناء الشحر، وعقب تسجيل أول إصابة بالفيروس أغلقت السلطات الميناء لمدة أسبوع لتطهيره بشكل دقيق، وأمرت العمال بعزل أنفسهم في منازلهم لمدة أسبوعين.

وفرضت سلطات حضرموت حظر تجول ليليا لمدة 12 ساعة في جميع أحياء حضرموت، يبدأ من الساعة السادسة مساء أمس وحتى إشعار آخر، كما أمر محافظا محافظتي شبوة والمهرة المجاورتين بإغلاق حدودهما مع حضرموت اعتبارا من أمس الجمعة.

ويقول منسق منظمة أطباء العالم في اليمن إن معدل الوفيات المتعلقة بالكوليرا في البلاد ضخمٌ، ويتراوح بين 30% و50%، ويمكن أن تنخفض النسبة إلى أقل من 1% إذا تم العلاج في أقل من 72 ساعة.

وقد تضررت العام الماضي 96% من مديريات اليمن من الكوليرا، وأودى الوباء بحياة أكثر من 2500 شخص منذ أبريل 2017، وأُبلغ عن الاشتباه في إصابة نحو 1.2 مليون بالمرض، حسب منظمة الصحة العالمية.

ويقول جوسيس إن موسم الأمطار قريب، وستكون مواجهة فيروس كورونا والكوليرا في الوقت نفسه أمرا معقدا.

ويوضح أن علاج الكوليرا يتطلب عددا من معدات الوقاية والنظافة والقفازات والمياه وغيرها، وهذا أمر يشبه متطلبات مواجهة كورونا.

وأبدى المتحدث خشيته من أن تؤدي مواجهة المرض الجديد إلى استنزاف المعدات اللازمة على حساب الوباء الآخر، مشيرا إلى أنه سيكون هناك نقص في المعدات لمواجهة المرضين في نهاية الأمر.

ومنظمة أطباء العالم، هي منظمة إنسانية دولية تقدم الرعاية للفئات الأكثر ضعفا المتضررين من الحرب، والكوارث الطبيعية، والأمراض والمجاعة والفقر أو الاستبعاد.

أنشئت أصلا في فرنسا في 1980، وتتكون الشبكة الدولية منظمة أطباء العالم من الاتحادات الأعضاء 14 ويعمل في البلدان 64.