شدد مشاركون في الندوة الوطنية حول مخطط الإنعاش الاقتصادي اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على أن تحقيق التنمية الاقتصادية مرتبط بترقية العنصر البشري من خلال توفير فرص العمل والتكوين وفق احتياجات السوق.
وشدد المشاركون في اختتام أشغال الندوة على وجوب تحسين مستوى التكوين لتحقيق الامتياز لاسيما في اقتصاد المعرفة وفي تكنولوجيات الإعلام والاتصال وفي مجالي الصناعة والفلاحة والسياحة خاصة ،مبرزين أهمية مكافحة البيروقراطية والمحسوبية.
واعتبر الأمين العام للكونفدرالية العامة للمتعاملين الاقتصاديين محفوظ ميغاتري بان تحقيق الإنعاش الاقتصادي يعتمد على "الموارد البشرية القوية والمبدعة" وكذا على ترقية الاستثمار الحقيقي الخالق للثروة المستدامة ولمناصب شغل دائمة ،مركزا على ضرورة تقديم تسهيلات للمستثمرين ومرافقتهم لاسيما من حاملي المشاريع من فئة الشباب .
كما شدد على وجوب تطوير الاستثمار المحلي وتوفير المواد الأولية الوطنية وتحسين مستوى تعاملات البنوك من خلال عصرنتها وفق "متطلبات الاقتصاد الجديد" .
أما الخبير الاقتصادي عبد المجيد خبزي فقد ركز على "وجوب تغيير الذهنيات من خلال التكفل بمناطق الجنوب وتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية بها" داعيا إلى "خلق توازن اجتماعي ما بين كل المناطق ودعم التكوين وتوفير مناصب شغل دائمة ." ويرى الخبير بأنه بات من الضروري التوجه نحو الاستثمار في الصناعة التحويلية بهذه المناطق التي تتوفر على منتوجات فلاحية لاسيما في مختلف أنواع الفواكه التي تفتقر منها مناطق الشمال .
أما الخبير عادل بن ساسي وهو نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للصناعيين والمنتجين الجزائريين فيرى أن توفير منصب شغل لا يقتصر فقط على الحصول على الراتب الشهري بقدر "ما يساهم في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية الاقتصادية وهذا ما يستدعي كما قال "عصرنة التكوين وتعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال ومرافقة المؤسسات لدعم الاستثمار وكذا مساعدة الشباب لخلق مؤسسات ناشئة الى جانب ربط الجامعة مع الاقتصاد لتكوين جامعي وفق احتياجات سوق العمل".
وكان الوزير الأول عبد العزيز جراد قد أكد في كلمة له خلال اختتام هذه الندوة بان " تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي يعتمدان على الموارد البشرية المتسلحة بالعلم لتجاوز التحديات والعقبات بهمة وعزيمة وبالعمل الجاد المخلص لتحقيق جميع الطموحات ".