يلتقي هذا الجمعة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، و رئيس كوريا الجنوبية، مون جاي، في قرية الهدنة الحدودية "بانمونجوم" المنزوعة السلاح، حيث تعقد قمة بين الجانبين في حدث وصف بالتارخي، سيتم التركيز خلالها على مناقشة نزع السلاح النووي، و هو ما سيشكل عمق المباحثات، الى جانب محاولة إحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية.
و في تتويج للتقارب الدبلوماسي الذي بدأ مطلع العام بعد الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب، يأتي هذا اللقاء الثالث من نوعه منذ نهاية الحرب الكورية 1950- 1953 وستكون المرة الأولى التي سيدخل فيه الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، تراب كوريا الجنوبية، بعد لقاءين في بيونغ يانغ كان آخرهما قبل 11 عاما.
و قد اعلنت سيول أن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-ان سيستقبل يوم غد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عند الخط العسكري الفاصل الذي يقسم شبه الجزيرة الكورية قبل بدء قمتهما التاريخية، وعندما يعبر كيم الخط الفاصل سيرا على الاقدام سيصبح أول زعيم كوري شمالي يضع قدمه في الجنوب 65 عام.
و بحسب تقارير و مصادر اعلامية فقد اكتملت جميع الاستعدادات والتحضيرات للقمة لتكون ناجحة على مختلف المستويات، اذ قال مسؤول من مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية بهذا الشأن ان الاتفاق التحضيري للقمة بين الطرفين اشتمل على تفاصيل دقيقة، وبعض البروتوكولات، من بينها توقيت المصافحة بين الزعيمين، والخط الدقيق لعبور زعيم كوريا الشمالية للحدود مع الجارة الجنوبية.
وهناك احتمالات كبيرة أنه سيعبر سيرا على الأقدام، استنادا إلى تصريحات أدلى بها مسؤول رئاسي آخر.
و من خلال هذه القمة، تسعى الكوريتان للتوصل إلى اتفاق سلامٍ دائمٍ حقيقي وإنهاء تداعيات الحرب في شبه الجزيرة الكورية, حيث سيولي البلدان اهمية بالغة لنزع السلاح النووي.
و هو الموضوع الذي يشكل عمق المباحثات، وإحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية، وتحسين العلاقات بينهما، ما سيضع حجر الأساس لبداية جديدة نحو السلام.
انطلاقة جديدة لفض النزاع القائم بين الكوريتان
اعتبر محللون مهتمون بالمسالة الكورية ان حسن النية بين الكوريتين الناجم عن العمل الدبلوماسي الذي أحاط بدورة ألعاب بيونغتشانغ الأولمبية الشتوية وقضية نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة، جعل اجتماع بين الطرفان ممكنا موضحين ان إعلان بيونغ يانغ يوم السبت الماضي وقف اختباراتها النووية والصاروخية بعيدة المدى ازال مع جهود أخرى خلال الاشهر الماضية العوائق أمام الحوار وأدى إلى
تعزيز الثقة المتبادلةئ مما من شانه ارساء ارضية تفاهم بين الطرفين .
و أعرب جميع قادة العالم عن أملهم في إنجاح القمة بين الكوريتين مما سيترتب عليه من حظوظ لاستئناف الحوار من أجل إحلال السلام الدائم في شبه الجزيرة الكورية، وتخفيف حدة للتوتر و تغيير الوضع الى الأفضل بعد عقود من لتنافر.
و جاء تاكيد رئيس كوريا الجنوبية على هذا الامر، حيث قال انه يجب السعي للتوصل الى معاهدة سلام لإنهاء الحرب الكورية رسميا، مشيرا الى أن "الهدنة التي امتدت 65 عاما يجب أن تنتهي و يجب السعي للتوقيع على معاهدة سلام بعد اعلان إنتهاء الحرب".
و ما جعل المجتمع الدولي يصف قمة يوم غد ب"التارخية" هو ان الاتفاق الذي يمكن اعلانه غدا من طرف الزعمان سيضع حدا للحرب بينها، علما ان الحرب الكورية قد انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام ما يعني ان الطرفين لا يزالان في حالة حرب، كما أن المنطقة العازلة بينهما، حيث سيلتقي الزعيمان الكوريان، لاتزال أجزاء منها مليئة بحقول الألغام والتحصينات.
الا ان عمق و اساس قمة الغد تبقى قائمة بالاساس على كيفية فض الملف النووي لكوريا الشمالية مقابل ،كما قال بعض المحللين، خفظ من العقوبات الامريكيةعليها، واكد الرئيس الكوري الجنوبي، مون جيه، في هذا الشان ان "قضية تحسين العلاقات بين الكوريتين لا يمكن أن تكون فقط باتفاق بين الطرفين، بل ان الأمر يتطلب أيضا التوصل إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بين بيونغ يانغ و واشنطن".
وأعلن البيت الأبيض في التاسع من مارس الماضي، أن الرئيس الأمريكي سيلتقي زعيم كوريا الشمالية في مايو المقبل، سعيا للتوصل إلى اتفاق حول نزع الأسلحة النووية، لكنه شدد في المقابل على أن العقوبات الأمريكية على بيونغ يانغ ستبقى سارية.
و بهذا الشأن، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا مستعدة لتسهيل الحوار الثنائي بين واشنطن وبيونغ يونغ في إطار المحادثات السداسية المتعلقة بالبحث عن تسوية لازمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية علما انه في أواخر 2008 توقفت المحادثات السداسية التي تهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، كانت تضم كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان.
المصدر/واج