بلغت ظاهرة الهجرة غير الشرعية نحو الضفة الشمالية للبحر الابيض المتوسط ارقاما قياسية في السنوات الاخيرة بعدما مست العديد من البلدان وهو ما دفع بالخبراء إلى دق ناقوس الخطر بغية وضع حد لتلك المجازفات البحرية التي تستنزف المجتمعات اليوم .
ويوضح الأستاذ بلجيلالي محمد أستاذ بجامعة ابن خلدون بتيارت أن التقرير الصادر عن اللجنة الأوروبية المهتمة بشؤون اللاجئين في السداسي الأول لسنة 2018 قدر عدد اللاجئين غير الشرعيين بـ 100 ألف لاجئ ، غالبيتهم من البلدان الإفريقية، مثل مالي، تشاد ، النيجير و ليبيا، وقال إن الأسباب الدافعة لارتفاع هاته الارقام تتعدد بين الاجتماعية كالتفكك الأسري والتسرب المدرسي، والاقتصادية مثل البطالة ونقص فرص التوظيف وكذا السياسية و الأمنية كالحروب وعدم الاستقرار بسبب الحركات الانفصالية في النيجر - مثلا- وتشاد وهو ما رفع من عدد الشباب الأفارقة الراغبين في الذهاب إلى الضفة الأخرى بحثا عن حياة كريمة و آمنة .
ولم يسلم الشباب الجزائري من الظاهرة حيث يغامر الكثير منهم بحياته لتحقيق احلامه التي لم يحققها في بلده ظنا منهم انها ستقدم لهم على طبق في الضفة الاخرى ، فيركبون في الزوارق ويراهنون في مزاد لا يعرف ربحه من خسارته و فرص وصولهم متساوية مع فرص عدم بلوغهم تراب القارة الاوروبية.
و رغم تكرر صور و فيدوهات الضحايا الذين يلفظهم البحر في السواحل الا انهم يجازفون باراوحهم وارواح عائلاتهم في قوارب تكاد تحمل شخصين أو ثلاثة وهي تعج بما لا يقل عن ثلاثين حراقا من مختلف الأعمار مسلمين اقدارهم لامواج البحر فتارة تعود بهم الى اليابسة التي انطلقوا منها وتارة تحفظهم في عداد المفقودين وتارة توصلهم الى القارة الحلم التي حالما يطؤونها لسجلوا فيها كلاجئين غير شرعين ويزج بهم في مراكز خاصة .
ويتراوح تصنيف كابوس الحرقة او حلمها بتراوح الشخصيات والذهنيات وظروف كل شخص تتجه عيونه الى افق البحر لكن الاكيد ان هنالك من الوعي في اوساط الشباب الجزائري ما يبعث على الامل بان الظاهرة ستخفت لا محالة اذا ما تكاتفت الجهود ووحدت الرؤى للقضاء على الظاهرة ومسبباتها.
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية / فتيحة عين قادة من اذاعة تيارت
- الإذاعات المحلية