أجمع كتاب ومثقفون شاركوا في برنامج "سجالات ومعنى" للإذاعة الثقافية هذا الثلاثاء بأن الحراك السلمي للشارع الجزائري حرر الجميع بمن فيهم المثقفين، مؤكدين بأن الطابع السلمي الدائم للحراك لما يزيد عن 10 أسابيع أبهر العالم.
وفي هذا الإطار أكد الكاتب الصحفي يوسف شنيتي بأن مقاومة النظام المستبد لم تكن وليدة 22 فيفري وشملت كل الفئات وجميع المستويات، مبرزا الخراب الفكري والثقافي الذي نخر المجتمع الجزائري طيلة عقود من الزمن بسبب ما أسماه بالتسيير الأمني أو البوليسي السياسي وسيطرته على مناحي الحياة العامة وممارسة الوصاية الأمنية على الجمعيات والإعلام والقضاء والثقافة وغيرها.
وأبرز شنيتي المخاوف الدائمة للسلطة من المثقف الذي تحاربه بشتى الطرق والوسائل والأمثلة عديدة "أركون، مالك بن نبي، مصطفى الأشراف.."..
أما الكاتب والمترجم محمد ساري فقد نوه بالمساهمة الكبيرة لمواقع التواصل الاجتماعي في صناعة التعبئة والوعي لدى الشباب الجزائري الذي كان في نظر الكثيرين ضائع ولا يهتم سوى بمظهره وتسريحة شعره، لكنه أثبت وعيه الفكري بانخراطه في الحراك
من جهته قال الدكتور الباحث في التاريخ المعاصر مولود عويمر بأن المثقفين هم من يجب أن يصنعوا الأفكار ويقودوا الحراك لأن المثقف هو من ينتج أفكارا للساسة وللمجتمع تترجم في شكل سلوكات وممارسات.
وأكد عويمر بأن الحراك هو نتاج ترسبات وأفكار لمجموعة من العلماء الجزائريين الذين نظروا للنهضة ومحاربة الاستبداد بالقلم والكلمة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، على غرار مالك بن نبي ولم تظهر نتائج تلك النضالات حتى اليوم مثلما حدث في الثورة الفرنسية وملهمها جان جاك روسو الذي تحدث عن حقوق الإنسان ومحاربة الاضطهاد والعقد الاجتماعي في 1769 م ، لكن لم تظهر الإ بعد 20 سنة عند قيام الثورة الفرنسية في 1789.
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية