قال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، عقب محادثات أجراها أمس الخميس بأنقرة مع الرئيس التركي ، رجب طيب أردوغان ، "إننا نتطلع لإنهاء الصراع القائم بليبيا والالتفاف بعدها الى البناء والتعمير"، مشددا على أن حكومة الوفاق لن تقبل التوقيع على أي اتفاق في أي حوار كان دون العودة الى الشعب واستشارته.
وعقب اختتام المحادثات عقد الجانبان مؤتمرا صحفيا مشتركا أكد خلاله رئيس حكومة الوفاق الوطني على أن "المعركة متواصلة لفرض سيطرة الدولة على ربوع الوطن، والقضاء على كل ما يهدد بناء دولتنا الديمقراطية المدنية الحديثة".
وشدد على أن أي لجنة مكلفة من حكومة الوفاق الوطني تشارك في أي حوار كان، لم ولن يعطي لها التفويض بالتوقيع على أي اتفاق، إلا بالعودة للشعب والقوى الوطنية، وكل من ضحى من اجل إعلاء راية الحرية.
وتعهد بعدم "التنازل على تطبيق العدالة والقانون لمحاسبة كل من ساهم في قتل الليبيين واقتراف جرائم الحرب"، مضيفا قوله : "فليعلم الجميع بان هذا موقفنا الثابت في أي مفاوضات محلية أو دولية"، داعيا في الوقت نفسه الليبيين الى "توحيد الصف لبناء دولة ليبيا المنشودة" .
وقال السراج أن الظرف الاستثنائي الحالي "لا يجب أن ينسينا أن ليبيا تمتلك مقومات النهضة والتطور بما يتوفر لها من كفاءات وإمكانيات وثروات طبيعية وموقع استراتيجي ونتطلع ان ننهي هذا الصراع ونلتفت بعدها الى البناء والتعمير".
ميركل تجدد حرص ألمانيا على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين والعودة للمسار السياسي
وفي السياق ذاته ، أكدت المستشارة الألماني، أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة حرص ألمانيا على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين حول الأزمة في ليبيا، والعودة لمسار التسوية السياسية، كما جاء في بيان للمكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
وخلال اتصالها هاتفيا برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، صباح اليوم الجمعة لبحث مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا، جددت ميركل استعدادها لدعم هذا المسار، كما أكدت الحرص على أمن واستقرار ليبيا.
وأضاف نفس المصدر أن السيد السراج أعرب، من جانبه، عن تقديره لجهود المستشارة الألمانية لإيجاد حل سلمي للازمة الليبية، وأوضح قائلا : "دعمنا مخرجات برلين منذ البداية، وأكدنا أن لا حل عسكري للازمة الليبية، فالمسار السياسي الذي يقود لتحقيق السلام كان دائما هو خيارنا إلا أننا لم نجد شريكا حقيقيا للسلام ولا للعملية السياسية".
وأشار السيد السراج في معرض حديثه لمبادرته السياسية التي طرحها في يونيو 2019 للخروج من الأزمة.
وهي تنص على عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع البعثة الأممية، يمثل جميع مكونات الشعب الليبي المؤمنين بالحل السلمي، المنادون بحق المواطنة وبناء دولة مدنية، وأن يفضي هذا الملتقى لانتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة في نهاية ذلك العام.
وتأسف رئيس المجلس الرئاسي قائلا: "هناك من يطرح مناورات سياسية وليست مبادرات، بهدف إيجاد دور لشخوصهم، فما يحركهم هو المصالح الشخصية وليس مصلحة الوطن".
وجدد التزام الحكومة الليبية بــ"الثوابت الوطنية، ولدينا قيم ومبادئ في إطارها نتخذ مواقفنا" وأكد بأن الحكومة لن تغيب عن أي حوار جاد مع شركاء حقيقيين يسعون فعلا لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة.
ريتشارد نورلاند:سنستخدم كل الدعم والتأثير لتهدئة الأزمة الليبية
من جهته ، أكد السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إن بلاده ستستخدم كل دعمها وتأثيرها للمساعدة في تهدئة الأزمة الليبية.
وحذر السفير الأمريكي، بحسب موقع "بوابة أفريقيا الإخبارية"، من أن " استمرار التصعيد سيحول البلاد إلى سوريا جديدة"، مضيفا أن "الفرصة الآن جيدة لبدء المفاوضات، خاصة بعد تسوية الوضع الميداني".
وأضاف نورلاند، في مؤتمر صحفي، أن الموقف الميداني الحالي في ليبيا والمتصاعد بشكل خطير، "جعل الأطراف المتصارعة والداعمة لها أمام خيارين لا ثالث لهما : إما مشاهدة هذا الصراع يتحول إلى حرب إقليمية كاملة الأركان ، أو تهدئة هذه الأزمة وإنهائها".