أحيا البوسنيون اليوم السبت الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة بلدة "سريبرينتشا" على يد الجيش الصربي التي راح ضحيتها نحو 8 آلاف مسلم من مختلف الأعمار، في 11 جويلية 1995.
و نظم عدد من قادة العالم احتفالية رسمية عبر وسائل التواصل المرئي، للتذكير بالمذبحة التي اعتبرت أول جريمة إبادة جماعية تتم في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
ولم تمنع إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا /كوفيد - 19/، من وقوف العائلات المكلومة أمام نعوش ملفوفة باللون الأخضر لتسع ضحايا تم التعرف على رفاتهم حديثا وسيتم دفنها في مقبرة بالقرب من البلدة، حيث تشير شواهد القبور البيضاء الطويلة إلى مقابر 6643 ضحية أخرى.
ولا يزال نحو ألف من ضحايا المذبحة في عداد المفقودين بالبلدة التي شهدت واحدة من أفظع أحداث حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995.
وقال زير الخارجية الامريكي مايك بومبيو ، بالمناسبة: "نشعر بالحزن مع العائلات التي تسعى بلا كلل بعد كل هذه السنوات لتحقيق العدالة لثمانية آلاف روح بريئة أُزهقت".
من جهته، قال السيد شفيق جافيروفيتش، من الرئاسة البوسنية: "نصرّ بلا تهاون على الحقيقة، على العدالة وعلى ضرورة محاكمة كل الذين ارتكبوا هذه الجريمة"، مضيفا خلال حضوره صلاة الجنازة في مركز النصب التذكاري "سنكافح كل الذين ينكرون الإبادة ويمجدون مرتكبيها".
وكانت قوات صرب البوسنة قد سيطرت على بلدة /سريبرينتشا/ التي أعلنتها الأمم المتحدة "منطقة آمنة" في 11 جويلية 1995 قبل خمسة أشهر من انتهاء الحرب، وقتلت خلال أيام أكثر من ثمانية آلاف رجل وفتى من مسلمي البوسنة.
وفيما أدانت العديد من دول العالم هذه المجزرة، حكم القضاء الدولي على اثنين من أشهر مرتكبي فظائعها هما القائدان السياسي والعسكري لصرب البوسنة حينذاك رادوفان كاراديتش وراتكو ملاديتش، بالسجن مدى الحياة.
يشار إلى أن السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أكد أمس، أنه بعد 25 سنة من الإبادة الجماعية في /سريبرينتشا/، لا يزال السلام في البوسنة والهرسك هشا، مما يعني ضرورة المصالحة الحقيقية في المنطقة.
وقال بمناسبة الذكرى الـ25 للمذبحة "قبل ربع قرن، خذلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي شعب سريبرينتشا، وكما قال الأمين العام الأسبق كوفي عنان، (فإن هذا الفشل سيبقى هاجسا يقض مضجع تاريخنا إلى الأبد)"، ودعا إلى التصدي لخطاب الكراهية والخطاب المثير للانقسام وروايات عدم الثقة والخوف.
وارتكبت القوات الصربية، العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال ما عرف بفترة حرب البوسنة، التي بدأت عام 1992، وانتهت 1995 بعد توقيع اتفاقية (دايتون)، وتسببت في إبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.