اعتذر رئيس الحكومة اللبنانية المكلف مصطفى أديب عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بسبب الصعوبات التي تواجه مسار توزيع الحقائب الوزارية.
جاء ذلك في إعلان للرئاسة اللبنانية هذا السبت عقب لقاء أديب مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون.
وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف إنه وضع رئيس الجمهورية ميشال عون, في أجواء المشاورات التي أجراها في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة.
وتواجه عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عقبة كبيرة تتمثل في إصرار "حركة أمل وحزب الله" على الاحتفاظ بوزارة المالية في الحكومة التي كلف مصطفى أديب بترؤسها وتشكيلها, وذلك عبر تسمية الثنائي الشيعي للوزير الذي سيشغل الحقيبة, إلى جانب المشاركة في تسمية ممثليهما في الحكومة من خلال تقديم لائحة أسماء ل "أديب" ليختار منها وزراء الطائفة الشيعية.
في حين يصر فرقاء لبنانيين على ضرورة المداورة في تسلم الحقائب الوزارية رافضين أن تكون أي حقيبة حكرا على طائفة معينة أو على مكون سياسي وسط تمسك رئيس الحكومة المكلف تشكيل حكومة من اختصاصيين.
وفي المقابل, يتمسك رئيس الوزراء المكلف بمبدأ "المداورة" في الحقائب السيادية والأساسية والخدمية بين مختلف الطوائف, إلى جانب تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية.
وكان القادة والزعماء السياسيون اللبنانيون قد تعهدوا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت أول شهر سبتمبر الحالي, أن تتشكل الحكومة الجديدة للبلاد برئاسة "أديب" في غضون فترة وجيزة لا تتجاوز 15 يوما, وأن تتألف هذه الحكومة من وزراء يتسمون بالكفاءة, وأن تحظى بدعم كافة القوى السياسية اللبنانية, إلى جانب موافقتهم على "خريطة الطريق" الفرنسية المقترحة لإنقاذ لبنان والتي تتضمن المداورة في كافة الوزارات وعدم استئثار أي طائفة بأي حقيبة وزارية.
وكان الرئيس اللبناني قد كلف مصطفى أديب في الـ31 من أوت الماضي بتشكيل حكومة جديدة, وذلك بعد أن قدم الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء السابق استقالة حكومته في العاشر من نفس الشهر بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وخلف 190 قتيلا، وأكثر من 6500 جريح.