تعهد وزير الدفاع الأمريكي المقبل, لويد أوستن, بـ"النظر عن قرب" في مسألة الصحراء الغربية, التي شكلت مؤخرا, موضوع جدل كبير على المستويين الأمريكي والدولي, على خلفية اعتراف الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب, بـ"السيادة" المزعومة للمغرب على الإقليم, في انحراف غير مسبوق على السياسية الأمريكية بهذا الخصوص, وخرق صارخ للقانون الدولي ذي الصلة.
وفي رده هذا الثلاثاء على رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي, السيناتور, جيمس إنهوف, الذي أراد معرفة رأيه بخصوص تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية, - خلال جلسة إقرار تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي الجديد, جو بايدن, على رأس البنتاغون - قال أوستن "بالتأكيد هذه قضية بحاجة للنظر فيها عن قرب, قبل أن أقدم لكم إجابة مفصلة بخصوصها سيدي الرئيس", قبل أن يؤكد أن ملف الصحراء الغربية سيكون "من بين المسائل التي سينظر فيها", في حال ما إذا تم تأكيد تعيينه في هذا المنصب.
وذكر إينهوف خلال الجلسة, بأن الولايات المتحدة قد أيدت مبدأ تنظيم استفتاء لتقرير المصير منذ العام 1970, وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي, وغالبية الدول الإفريقية , أعلنت عن تأييدها لتنظيم هذا الاستفتاء, معربا عن أمله في أن تحافظ الإدارة الأمريكية الجديدة على نفس التناسق والانسجام في سياستها المتبعة منذ ثلاثة عقود فيما يتعلق بهذا الملف.
وكان قرار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته, بخصوص الصحراء الغربية قد قوبل بالرفض والاستهجان من قبل عدد كبير من المسؤولين السياسيين الأمريكيين البارزين, على غرار السيناتور جيمس إنهوف, الذي أكد في أكثر من مناسبة أن هذا القرار "لن يغير من المركز القانوني للصحراء الغربية, وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير".
وأعرب إينهوف - الذي كان , وإلى وقت قريب, من أقرب مستشاري الرئيس ترامب, قبل أن تتغير العلاقة بينهما عقب خلافات بخصوص تعديلات في ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية - عن "صدمته وخيبة أمله" إزاء هذا القرار, قبل أن يذكر بأن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعترفت منذ عقود بالحقوق الأساسية للشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير من خلال إجراء استفتاء حر ونزيه, ومنذ ذلك الوقت, ما زال المجتمع الدولي يتبع سياسة واحدة واضحة ومحددة بخصوص قضية الصحراء الغربية.
وذكر في ذات السياق, بأن الولايات المتحدة أيدت هي الأخرى هذه السياسة منذ عقود وعملت من أجل تنظيم استفتاء لتقرير المصير.
وحث السيناتور في عديد المناسبات, الهيئات الدولية والإقليمية على الوقوف بقوة لدعم حق الصحراء الغربية في تقرير المصير, مؤكدا ثقته في قدرة الولايات المتحدة على استعادة العملية السياسة التي عهدتها منذ عقود.
وتعد الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا محتلة من طرف المغرب منذ عام 1975. وقد تم إدراج الصحراء الغربية منذ 1963 في قائمة الأراضي غير المستقلة وبالتالي تطبق عليها اللائحة 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تتضمن إعلان منح الاستقلال للدول والشعوب المستعمرة.
يذكر أن الرئيس الأمريكي الجديد, جو بايدن, قد اقترح في السابع ديسمبر الماضي, الجنرال المتقاعد, لويد أوستين, لتولى وزارة الدفاع (البنتاغون).
وفي حال إقرار لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي قرار تعيينه, سيكون أوستين (67 عاما) أول وزير دفاع أمريكي من أصول إفريقية يشغل هذا المنصب.