أعلنت الممثلة السامية للإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و السياسة الأمنية و نائب رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني هذا الخميس بالجزائر العاصمة أن المفاوضات حول مراجعة اتفاق الشراكة المبرم بين الجزائر والاتحاد الأوروبي سنة 2002 والتي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر 2005 ستنطلق قريبا.
وصرحت خلال ندوة صحفية مشتركة مع وزير الدولة و الشؤون الخارجية و التعاون الدولي رمطان لعمامرة عقب المحادثات التي جرت بين الطرفين تقول"سيتم إطلاق مسار مراجعة اتفاق الشراكة خلال الأسابيع المقبلة".
وقد أخطرت الجزائر الممثلة السامية للإتحاد الأوروبي لتطلب رسميا فتح مفاوضات حول تقييم مشترك موضوعي لتطبيق اتفاق الشراكة.
من جهة أخرى أكدت فيديريكا موغريني تطابق الرؤى بين الجزائر والاتحاد الاوروبي بشأن الازمة في ليبيا التي يجب على شعبها أن يسترجع استقراره .
وقالت موغريني التي تؤدي منذ أمس زيارة الى الجزائر أن"الاتحاد الاوروبي والجزائر يتقاسمان نفس النظرة فيما يتعلق بالمسألة الليبية، مشددة على الأهمية سواء بالنسة للاتحاد الاوروبي أو للجزائر في دعم الشعب الليبي من أجل اعادة الاستقرار الى بلده وتطلعاته الى حكومة وحدة وطنية واعادة اعمار البلاد".
وعلى صعيد آخر أشارت ممثلة الاتحاد الاوروبي الى أن الاتحاد بصدد تطوير شراكة مع الدول المعنية من أجل تسيير أزمة اللاجئين وقالت في هذا الصدد أنه"ليس باستطاعتنا ايجاد حل لازمة اللاجئين بين عشية وضحاها الا اننا سنستقبلهم (اللاجئين) ، مؤكدة ان ذلك ينبثق عن المبادئ الاساسية التي يتمسك بها الاتحاد الاوربي في اطار احترام حقوق الانسان".
وشددت المسؤولة على أن"أوروبا لن تتخلى عن مبادئها خاصة و أن القارة عاشت في الماضي أزمات وحروب رهيبة وهي تدري معنى وضع اللاجئ".
وأضافت موغريني ان الاتحاد الاوروبي مطالب بتطوير مقاربة مشتركة لإدارة الازمات الحاصلة من حولنا خاصة في افريقا وتشجيع التنمية الاقتصاية والاجتماعية، مشيرة الى أن القمة المرتقب انعقادها شهر نوفمبر القادم بمالطا تندرج في هذا المسعى وتهدف الى النظر مع شركاءنا الافارقة وكذا شركاءنا بالشرق الاوسط في سبل دفع التنمية المستدامة.
لعمامرة : زيارة العمل لموغريني تشجع الجزائر والاتحاد الأوروبي على "تكثيف"تعاونهما
من جهته أكد وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة أن زيارة العمل التي تقوم بها فيديريكا موغريني إلى الجزائر"ستشجع" الطرفين على"تكثيف"تعاونهما.
وخلال الندوة الصحفية صرح لعمامرة أن "هذه الزيارة ستشجع على تكثيف التعاون بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وتحقيق أهداف أكثر طموحا". وأضاف قائلا "لدينا علاقات جيدة مع الإرادة في تطويرها وتعزيزها أكثر فأكثر"، مشيرا إلى أن "النتائج في مجال التعاون السياسي معتبرة".
وفي نفس السياق أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن الجزائر و الاتحاد الأوروبي"لهم واقع يجب التكفل به في مجال الشراكة الاقتصادية" مضيفا أن الطرفين "يعملان اليد في اليد ونستلهم من القناعة القاضية بأن الجزائر قوية ومزدهرة وديمقراطية و تواصل تصدير الأمن و الاستقرار في جوارها".
واسترسل يقول أن الأمر يتعلق بالنسبة للجزائر "بالمساهمة بفعالية مع شركائها الأوروبيين في تحقيق الأهداف الكبيرة في مجال التعاون الشامل سواء تعلق الأمر بالتنمية أوبالبيئة أونزع السلاح أو حقوق الإنسان".
وبالإضافة إلى التعاون في المجال السياسي ، لاسيما فيما يخص تسوية الأزمات في إفريقيا والشرق الأوسط و ظاهرة الهجرة ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للدول الجزائر والاتحاد الأوروبي "ينسقان جهودهما في إطار الرزنامة الدولية عشية الاحتفال بالذكرى الـ 70 لإنشاء منظمة الأمم المتحدة"، حسبما قال.
يشار الى ان موغريني حلت بالجزائر أمس الاربعاء في زيارة عمل هي الاولى من نوعها وتندرج ضمن مواصلة تعميق الحوار بشأن وضع وآفاق العلاقات بين الجزائر والاتحاد الاوربي.
وتعد هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من لعمامرة الأولى التي تقوم بها موغريني للجزائر منذ توليها لمنصبها.