يبدو أن الأزمة جنوب السودان الدولة الفتية تتجه نحو التصعيد في ظل تواصل المعارك بين طرفي النزاع على أرض الميدان و كذا في ظل تصاعد المواقف الدولية و المنظمات و الهيئات الإنسانية جراء الانتهاكات التي تمارس في حق المدنيين جنوب السودان.
كما أن المواقف الدولية بدأت تصدرعن واشنطن التي لعبت دورا كبيرا في دعم انفصال دولة جنوب السودان عن السودان ، فقد أعلن مؤخرا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن فرض عقوبات على قائدين عسكريين في دولة جنوب السودان ، إذ تعتقد واشنطن أنهما ارتكبا أعمالا وحشية في الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد.
و لإثراء هذا الموضوع استضاف برنامج" حدث و حديث"بإذاعة الجزائر الدولية هذا الاربعاء المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الأفريقية الأستاذ أحمد السالم ولد البخاري من موريتانيا.
و في هذا الصدد أوضح المحلل السياسي أن المشكل يكمن في أن الأزمة تكمن في عدم وجود ديمومة للدولة في هذا الجزء من السودان لأن الأخطاء التي ارتكبت و تسرع واشنطن و فرضها على قيام دولة جنوب السودان "نحن الآن نجني ثمارها بشكل جلي فنحن في أكبر تجليات الفشل العالمي نتيجة قيام هذه الدولة وفق استراتيجيات و إيديولوجية واضحة".
و يرى الأستاذ أحمد السالم ولد البخاري "أن واشنطن تشعر بخيبمة أمل كبيرة لأن كل المساعي التي بذلت عن طريق الوسائل الإقليمية التي توسطت في النزاع كلها باءت بالفشل ، فهناك انفلات أمني و قتل وتصفية عرقية و طائفية و لا وجود لزعيم جنوب السودان مستعد أن يدخل في محادثات سلام بدون شروط ، فالأزمة آخذة في التفاقم"
و أضاف ذات المتحدث قائلا "إن اشتداد حدة الصراع مبنية على أسس اقتصادية مالية نفطية من تقاسم للثروة و المصالح إذ أن الأزمة كبيرة و هي عبارة عن تداعيات الثروة الهائلة النفطية الكبيرة الموجودة جنوب السودان و حرمان شمال السودان منها و كل الخلفيات سرعت بالنزاع المسلح ، فقد أصبحت الثروة في جهة واحدة، والمصالح لا تنتظر و على بان كي مون و مجلس الأمن أن يتحركا فالمساعي لا تحل المشكل لكن يجب أن تنظر الأمور بنظرة أخرى لأن الوضع لا يحتمل".
لقاء مرتقب بين رئيس جنوب السودان وزعيم المتمردين يوم الجمعة باديس ابابا
يجتمع رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار يوم الجمعة المقبل فى العاصمة الاثيوبية أديس أبابا فى أول لقاء ثنائى وسط ضغوط دولية متزايدة لإيجاد حل للنزاع الدائر في البلاد منذ منتصف ديسمبر الماضي.
و يأمل الوسطاء في أن يساهم هذا اللقاء المهم في وقف العنف والمجازر في جنوب السودان وأن يعطى الزخم اللازم لعملية التفاوض الحالية في العاصمة الإثيوبية الهادفة إلى إيجاد حل سلمى دائم للازمة.
المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية