توج فيلم "البئر" للمخرج الجزائري لطفي بوشوشي بالجائزة الكبرى في صنف الفيلم الروائي الطويل للنسخة الخامسة للمهرجان المغاربي للفيلم الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأربعاء بوجدة بالمغرب.
ويصور فيلم "البئر" (96 د) معاناة سكان قرية صغيرة معظمهم نساء وأطفال في الحصول على الماء لهم ولحيواناتهم بعد أن حاصرتهم قوات الاستعمار ومنعتهم من استغلال البئر الوحيدة في القرية.
وعمد المخرج على تجسيد تلك المعاناة في أبسط مظاهر الحياة اليومية لهذا المجتمع النسوي الذي غاب عنه الرجال إما لالتحاقهم بجيش التحرير الوطني أو لاستشهادهم مبرزا حدة المسؤوليات الملقاة على عاتق المرأة من حماية بيتها وأطفالها الذين أثر فيهم العطش والتواجد المهدد لعساكر الاحتلال.
وأمام استمرار الحصار ونفاذ الماء المخزن لدى الأسر وموت الماشية و ظهور علامات جفاف على أجساد الصغار تعتزم النساء القرية رفع التحدي و مواجهة رصاص قناصي الكتيبة الفرنسية المحاصرة للقرية.
وبالاضافة الى فيلم "البئر" شارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيلم آخر من الجزائر هو "ذاكرة الأحداث" لرحيم العلوي وفيلمان من تونس هما "شبابيك الجنة" لفارس نعناع و"عزيز روحو" لسنية الشامخي وفيلمان من المغرب هما "أفراح صغيرة" لمحمد الشريف الطريبق و"ميلوديا المورفين" لهشام أمل.
ونال فيلم "أفراح صغيرة" ثلاثة جوائز هي جائزة أحسن إخراج وجائزة لجنة التحكيم وجائزة أحسن دور نسائي للممثلة المغربية فرح الفاسي. وعادت جائزة أحسن دور رجالي للممثل التونسي غانم زريلي عن دوره في فيلم "عزيز روحو" فيما حجبت لجنة التحكيم جائزة أحسن سيناريو.
وترأس المخرج المغربي سعد الشرايبي لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية للمهرجان التي ضمت في عضويتها كلا من الممثلة الجزائرية سامية مزيان والباحث والصحفي الليبي محمد مخلوف ورئيس دار السينمائيين بموريتانيا المخرج والممثل عبد الرحمان لاهي والممثلة التونسية زهيرة بن عمار.
وفي صنف الأفلام القصيرة توج فيلم "مول الكلب" للمخرج المغربي كمال الأزرق بالجائزة الكبرى. كما حصل الممثل غالي الرطل بناني على جائزة أحسن دور رجالي عن دوره في الفيلم ذاته بينما ارتأت لجنة التحكيم حجب جائزة أحسن دور نسائي.
جائزة أحسن سيناريو في ذات الصنف عادت للمخرج الجزائري عمر بلقاسمي عن فيلم "الموجة" فيما فازت المغربية غزلان أسيف بجائزة أحسن إخراج عن فيلمها "همسات زهرة". ومنحت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "فراشة" للمخرج المغربي كمال يعيش.
وموازاة مع العروض السينمائية المبرمجة تم تنظيم ندوة تحت عنوان "السينما والثقافة في مواجهة التطرف وترسيخ قيم التسامح" نشطها نقاد وروائيون وسينمائيون معروفون على الساحة المغاربية.
كما جرى تنظيم لقاءات فنية وثقافية وموائد مستديرة لمناقشة جملة من القضايا الموضوعاتية المرتبطة بالسينما من قبيل "السينما والموسيقى" و"السرد الفيلمي" و"لقاء مع المخرج".
وقد احتضن مسرح محمد السادس بمدينة وجدة على مدى خمسة أيام النسخة الخامسة للمهرجان المغاربي للفيلم الذي نظمته جمعية "سيني مغرب" تحت شعار "من أجل تسامح أكثر.. لنتكلم سينما".
المصدر:وكالة الأنباء الجزائرية