أشاد الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة من أجل ليبيا مارتن كوبلر هذا السبت بالجزائر العاصمة بالدور "الفعال"و"البناء" للجزائر لصالح استتباب السلم والمصالحة الوطنية في ليبيا.
وصرح السيد كوبلر للصحافة عقب لقائه مع الوزير المكلف بالشؤون المغربية و الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل "أشكر الجزائر على دورها الفعال والقوي والبناء" لصالح استتباب السلم والمصالحة الوطنية في ليبيا. كما أعرب عن ارتياحه لدعم الجزائر لليبيا وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (مانول).
وأوضح السيد كوبلر أنه أجرى محادثات"جد مكثفة" ملحا على"أهمية"التبادل المنتظم لوجهات النظر حول الوضع في ليبيا.
وأضاف "تطرقنا إلى مكافحة الإرهاب و كذا الوضع في سيرت"، مؤكدا أنه "سيتم في القريب العاجل تحرير سيرت"من تنظيم داعش الإرهابي.
وصرح المبعوث الأممي أنه تطرق مع الوزير إلى مسألة المصالحة الوطنية في ليبيا ، مذكرا بأن اجتماعا حول هذه المسألة عقد يومي الخميس والجمعة الفارطين بتونس بمشاركة حوالي مائة ليبي وخبير دولي من بينهم جزائريين.
وأكد السيد كوبلر بأنه ينبغي على الليبيين الالتقاء حول طاولة الحوار و إرساء إطار للتحادث حول مسألة المصالحة الوطنية.
ومن جهته أوضح السيد مساهل أن لقاءه مع السيد كوبلر"يندرج ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية سمح لنا بتبادل المعلومات والتحاليل وخصوصا مناقشة ما يتم إنجازه حاليا".
وأضاف "لقد تحدثنا أيضا عن التجربة الجزائرية في مجال المصالحة الوطنية في الجزائر"، معلنا عن انعقاد اجتماع حول الحوار السياسي الليبي في الأيام المقبلة بتونس.
وأوضح الوزير أنه جدد التأكيد خلال الحديث على موقف الجزائر بشأن الملف الليبي أي "الضرورة الملحة و الهامة" للتوجه نحو تطبيق اتفاق في 17 ديسمبر 2015 ، مضيفا أن المسألة الليبية هي بالدرجة الأولى قضية الليبيين أنفسهم.
واسترسل قائلا"نحن على اتصال مع كل شركائنا في ليبيا من أجل حوار ليبي شامل يساهم في تعجيل تطبيق هذا الاتفاق الذي أبرم بصعوبة".
كما أشار إلى أن الأمم المتحدة تضطلع بدور هام في تسوية الأزمة الليبية ولديها بعثة مكلفة بتحقيق ذلك إلا أنه جدد التأكيد على أن الحل"يجب أن يكون شاملا وأن يصدر من الليبيين أنفسهم للحفاظ على بلدهم".
واسترسل قائلا "لقد بحثنا أيضا الوضع الأمني في ليبيا وإشراك المجتمع الدولي في مسار السلم في البلاد".
وأعلن السيد مساهل عن الانعقاد المقبل لاجتماعات حول الملف الليبي بنيويورك، لاسيما من أجل "حمل المجتمع الدولي على المشاركة بشكل أكبر من أجل مرافقة ليبيا في هذا المسار أي من خلال الأمم المتحدة أو الدول الأعضاء في مجلس الأمن"، هذاوخلص إلى القول"الوضع معقد لكن هناك فرص للمضي قدما نحو تطبيق التزامات قطعها كل الفاعلون في إطار تطبيق اتفاق 17 ديسمبر 2015".
للاشارة وقد شرع الممثل الخاص للأمين العام الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، السبت، في زيارة عمل إلى الجزائر. وقد أجرى كوبلر مباحثات مع وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد أصدرت بيانا أوضحت فيه أن كوبلر سيجري محادثات مع عبد القادر مساهل، حول "التطورات الأخيرة للمسار السياسي في ليبيا، وجهود إقرار السلم والمصالحة في هذا البلد الشقيق والجار".
ويرى المحلل السياسي أحمد ميزاب، أن زيارة كوبلر للجزائر تأتي في إطار البحث عن آليات حل المسار السياسي في ليبيا، من خلال آليات إطلاق الحوار الليبي الشامل، انطلاقا من الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر، كدولة جوار وكدولة يفضلها الكثير من الليبيين. مشيرا إلى أن الزيارة تكتسي أهمية أكبيرة بالنظر إلى تأكيد الأمم المتحدة في كل مرة على دور الجزائر الهام بالنظر إلى النظرة الحكيمة التي تمتلكها، من أجل الإسهام في حل الأزمة الليبية، نظرا لوزنها وثقلها.
وأشار ميزاب إلى أن كوبلر يريد تدارك بعض الأخطاء التي وقعت في السابق، عن طريق إقرار مشروع مصالحة بالنظر إلى تعمق الخلافات، تدهور الوضع الأمني الداخلي الليبي وكذا التكاتف الذي تعرفه المجموعات الإرهابية في الداخل الليبي.
المصدر: الإذاعة الجزائرية