قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في بيان له اليوم الاثنين إن المسؤولين عن الجرائم ضد الأيزيديين في العراق يجب إحالتهم على العدالة واتهمت جامعة الدول العربية اليوم المسلحين في الدولة الإسلامية في العراق بارتكاب هذه الجرائم ضد الإنسانية .
إلى ذلك أفاد مصدر أمني بمحافظة ديالي شرق العراق بأن مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطروا على بلدة جلولاء التي كانت تحت قيادة قوات البيشمركة الكردية.
ونقلت وسائل إعلامية اليوم الاثنين عن المصدر أن "مسلحي الدولة الإسلامية تمكنوا من السيطرة على بلدة جلولاء التي كانت تخضع لسيطرة قوات البيشمركة بعد معارك عنيفة بين الجانبين استمرت حتى وقت مبكر من صباح اليوم". وأشار المصدر إلى أن "الاشتباكات بين الجانبين أسفرت عن مقتل عشرة من قوات البيشمركة على الأقل و إصابة أكثر من 70 آخرين بجروح". ووفقا للمصدر سيطر المسلحون على مركز البلدة التي غادرتها الكثير من العائلات إلى أماكن مختلفة من محافظة ديالي.
هذا ووسع تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته في شمال العراق الخميس الماضي بعدما استولى على مزيد من البلدات وشدد قبضته قرب المنطقة الكردية شمال البلاد.
وأجبرت التطورات الميدانية آلاف السكان في أكبر بلدة مسيحية في العراق على الفرار خوفا من إجبارهم على الإذعان لمطالب المسلحين التي أعلنوها في مناطق أخرى استولوا عليها وهي إما المغادرة أو اعتناق الإسلام أو الموت.
وأعلنت قوات الأمن الكردية الأحد أنها تمكنت من استعادة مدينتي مخمور55 كم جنوب مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان و الكوير 40 كم إلى الجنوب منها من سيطرة مسلحي الدولة الإسلامية.
و قد ارتكب مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية فظائع ضد الأقلية الأيزيدية في سنجار، حيث أعدموا 500 شخص دفنوا بعضهم أحياء، وأسروا 300 امرأة، فيما تمكن أكثر من عشرين ألف شخص من الأيزيديين من الهروب بمساعدة قوات البيشمركة الكردية من جبل سنجار عبر سوريا والعودة إلى إقليم كردستان الشمالي .
من جهة أكد وير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم من سيدني دعم واشنطن لرئيس البلاد محذرا المالكي من إيثارة الاضطرابات ، كما ناشدت الأمم المتحدة اليوم الاثنين القادة السياسيين بالعراق احترام المسؤوليات الدستورية لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم وذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي عن تقديم شكوى ضده أمام المحكمة الاتحادية.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في بيان لها اليوم " أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف عن قلقه البالغ إزاء التطورات السياسية الأخيرة في العراق ودعا القادة السياسيين إلى احترام المسؤوليات الدستورية لرئيس الجمهورية".
ونقل البيان عن ملادينوف قوله "إن رئيس العراق فؤاد معصوم يؤدي واجباته حسب الدستور والعملية السياسية الديمقراطية ". وأضاف "أنا واثق من أن الرئيس وتمشيا مع واجبه الدستوري سيكلف الكتلة الأكبر بتسمية مرشح لمنصب رئيس الوزراء يمكنه تشكيل حكومة شاملة وذات قاعدة عريضة تحظى بقبول جميع مكونات المجتمع العراقي" موضحا أن " الأمر في اتخاذ القرار بتحديد تلك الكتلة يعود إلى أعضاء البرلمان ".
وكان المالكي قد أعلن في كلمة بثها التلفزيون ليل الأحد إنه سيقدم شكوى للمحكمة الاتحادية ضد الرئيس العراقي فؤاد معصوم لخرقه الدستور خاصة بشأن عدم تكليف رئيس وزراء بتشكيل الحكومة، و أعتبر رئيس الوزراء العراقي موقف الرئيس "انقلابا على الدستور والعملية السياسية " في البلاد محذرا من أن "الخرق المتعمد من جانب الرئيس للدستور ستكون له تداعيات خطيرة على وحدة وسيادة واستقلال العراق".
ومنذ إعلان المالكي تشهد العاصمة العراقية بغداد إجراءات أمنية مشددة حيث انتشرت وحدات من قوات مكافحة الإرهاب والجيش مدعومة بالدبابات في محيط المنطقة الخضراء التي تضم مباني البرلمان العراقي والحكومة.
كما انتشرت وحدات أخرى في مناطق شرق بغداد وغربها حسب مصدر أمني، وتأتي هذه الإجراءات الأمنية تحسبا لوقوع أعمال عنف على خلفية إعلان المالكي تقديم شكوى ضد الرئيس العراقي فضلا عن الوضع الأمني غير المستقر في معظم مدن البلاد خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية شمال وغرب البلاد وشرقها.
ودعا ملادينوف "جميع العراقيين إلى ضبط النفس في هذه الفترة الحرجة" مؤكدا خصوصا على أنه " يتعين على قوات الأمن الامتناع عن القيام بأعمال يمكن تفسيرها على أنها تدخل في قضايا تتعلق بالنقل الديمقراطي للسلطة السياسية في العراق ".
وفي تطور لاحق اليوم أصدرت المحكمة الاتحادية في العراق قرارا باعتبار ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي الكتلة البرلمانية الأكبر يشكل دعما للمالكي الذي يسعى للحصول على ولاية ثالثة.