اقترن اسم منطقة رقان الجزائرية بالتفجيرات النووية الفرنسية لعقود لكن اسم المنطقة عاد للظهور في السنوات الاخيرة حاملا مرادفا جديدا له اسمه السرطان بعد ارتفاع عدد المصابين به في هاته المنطقة الصحراوية التي ستبقى حاضنة للاشعاعات الى الابد .
فبعد دخول فرنسا مضمار التسابق على حيازة اقوى سلاح تنافس به القوى الكبرى، لم تتوان الدولة المستعمرة في مضاعفة وتكثيف المواد السامة والمتفجرات لاحتلال الصدارة ، وبحسب التقديرات فان التفجير فاق بكثير كل القنابل النووية التي فجرتها القوى الكبرى في مستعمراتها .
اطلقت فرنسا على هذا العمل الاجرامي في حق الانسانية إسم "اليربوع الازرق" لتليه سلسلة من التفجيرات النووية فوق وتحت باطن الارض بلغ تعدادها 57 قنبلة نووية.
وفي حديثه عن حجم الكارثة اعتبر الفيزيائي الدكتور عامر منصور في تسجيل للقناة الاولى ان اثرها "سيبقى الى الابد لان اي تفجير نووي ينتج عنه البلوتونيوم بما ان القنبلة النووية مصنوعة من البلوتونيوم وهي مادة كيميائية سامة جدا اما من الناحية الفيزيائية فهي أخطر بالنظر الى ان كل عنصر مشع فيها مدة حياته عشرة اضعاف مدة حياة مادة البلوتونيوم ، فحينما نتحدث عن مدة تاثير البلوتونيم ونقول مثلا انه سيدوم 2440 سنة نعني ان تاثيره سينقص بعد تلك المدة لكن من الناحية الفيزيائية لا بد من مضاعفة المدة الزمنية الى عشر مرات للتخلص نهائيا من تأثيره على المحيط".
حكم جرم فرنسا على الجزائريين بالمعاناة المؤبدة فالمواد السامة، وبعد عدة عقود، ما تزال تتسلل و في صمت الى اجساد الابرياء، تؤكد الطبيبة أسيا موساوي التي اوضحت ان نسبة الاصابة بالسرطان تعرف تزايدا كلما اقتربنا من منطقة التفجيرات، وقالت في تصريح للقناة الاولى إن "كل الاعضاء الحيوية في جسم الانسان من كبد ورئة ودماغ وكلىتين وحتى الدم يمكن ان تصاب بالسرطان جراء التعرض للاشعاعات بشكل مباشر او غير مباشر فحتى التربة والمياه والهواء ستبقى ملوثة بالاشعاعات لمدة طويلة جدا ".
وأكدت الطبيبة موساوي على "ضرورة ان تتحمل الدولة الفرنسية نتيجة ما اقترفته من جرائم في الجزائر وهي جرائم لا تسقط بالتقادم لا سيما وان اثارها باقية والدولة الفرنسية مجبرة على تعويض الضحايا الجزائريين او على الاقل ببناء مؤسسات صحية تتكفل بهم " .
من جانبه دعا الدكتور المختص في البولوجيا حسان حسين السلطات العليا الى اتخاذ اجراءات فورية لمنع تفاقم الكارثة التي لا تزال تتفاقم بالنظر الى البؤر الملوثة فوق وتحت باطن الارض .
وأشار حسان حسين الى ان مشكل الماء في رقان هو" مشكل كبير لا يتحدث عنه الناس برغم اهميتة لان خاصية الماء تجعله ينفذ الى الطبقات الجوفية من المياه مرورا على الجبال والانفاق ليصل في النهاية الى آبار المواطنين وحنفياتهم".
وبعد ان كشف حسين حسان عدم وجود متابعة للوقوف على حجم الضرر الذي يمكن ان ينجم عن استهلاك المياه في المنطقة اكد الدكتور في البيولوجيا "وجود اشعاعات في بعض التجمعات المائية" داعيا الى اطلاق متابعة اشعاعية في رقان والمناطق المجاورة لها لتحديد الوضع الحقيقي للمياه في المنطقة .."يجب على الدولة ان تفتح الملف وتشجع الباحثين بل وتدعمهم ماديا ولوجستيكيا من اجل القيام بدراسات"
معركة الجزائريين مع فرنسا المستعمرة لم تتوقف في الخامس من جويلية 1962 ، ففرنسا التي قتلت مليون نصف مليون شهيد حكمت على البقية بالمعاناة في صمت.
المصدر : القناة الاولى / موقع الاذاعة الجزائرية
- القناة الأولى