"مهما كان يبقاو خاوتنا" من أبرز العبارات التي ترددت على مسامعنا من مستجوبينا من بعض شباب الحراك الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية نشر الوعي السياسي بتثمين الحوار فيما بينهم حول الأفكار التي تقرب ولا تفرق رغم اختلافها عبر خلق صفحات في الفايسبوك.
شعارات "الشعب خاوة خاوة" "سلمية سلمية" تداولناها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ترسخت في نفوس الجزائريين، بإختلاف مستوياتهم وأعمارهم من أجل لم الشمل بالحوار حول مختلف الأفكار والأراء، في أي وقت ، ودون قيود هو ما أكده لنا بعض شباب الحراك الذين أبحرنا معهم في صفحاتهم لنتعرف عليهم عن كثب وعلى تجاربهم الافتراضية التي ترجمت على أرض الواقع.
صفحة شباب الحراك بتلمسان ... حوارنا جامع لا مفرق
الشاب بابا حسين خريح العلوم السياسية، مدون بصفحة شباب الحراك الشعبي لولاية تلمسان، تأسست أسبوعا بعد الحراك، ، جاء من عاصمة الزيانيين ليقاسم ملتيميديا الاذاعة الجزائرية ابرز قناعاته "نؤمن بالحوار الذي يجمع ولا يفرق كوسيلة حضارية لتقريب وجهات النظر والافكار بين كل ابناء الجزائر التي تتسع للجميع" وهو ما حاولنا تجسيده عبر الفضاء الازرق-كما يقول-.
وأشار محدثنا إلى تنظيم ندوة بتلمسان تحت شعار "نتاحدوا قاع من أجل الجزائر"الغرض منها تبادل مختلف الأراء للم شمل شباب الحراك.
كما أبرز الشاب حسين أن مستوى الوعي السياسي لدى الشباب زاد بشكل ملحوظ حيث أصبح الكل يبحث ويشارك ويعطي رأيه عبر الفايسبوك مضيفا أن الفيديوهات التي نشرها إلى جانب غيره من المدونين بصفحة شباب الحراك الشعبي وصلت إلى 4 ملايين مشاهد .
صفحة أبناء الحراك النوفمبريين ...مبادرتنا عبر46 ولاية لترقية الحوار وغرس "سلمية سلمية"
وائل مرسي مدون آخر بصفحة أبناء الحراك الشعبي النوفمبريين ، ينحدر من عائلة ثورية، ارتأينا أن نشاركه أحد لقاءاته بمنزله بالمحمدية –الجزائر العاصمة-مع الشباب المنخرطين في هذه المبادرة للوقوف على أسلوبهم في الحوار وطريقتهم في النقاش .
يقول وائل مرسي "إن إنشاء صفحة النوفمبريين التي ولدت من رحم الحراك بعد أسبوع من انطلاقه ،جاء كرد فعل من شباب متشبع بقيم المواطنة وحب الجزائر حملهم الخوف من حدوث أي انزلاق ، خاصة بعد أن تداولت كثير من مواقع التواصل الاجتماعي بعض العبارات الداعية إلى العنف ،وعلى هذه الخلفية سعينا إلى غرس ثقافة سلمية - سلمية التي تكللت بتأسيس مبادرة وطنية على مستوى 46 ولاية لترقية الحوار.
" شاوي ، قبايلي ، عربي..." لاتفرقنا...كلنا جزائريون
ذكر محدثنا أن الفضاء الأزرق ساهم بــ 90 بالمائة في توعية الشباب الذي تفاعل بشكل كبير مع صفحتهم رغم بعد مسافة التفكير بينهم مضيفا انه من هذا المنطلق حرصت صفحة النوفمبريين على ضرب كل محاولات طمس الهوية ونشر الفتنة "شاوي ، قبايلي ،عربي ، مزابي ووو..." لاتفرقنا...كلنا أبناء عائلة واحدة اسمها الجزائر.
صفحة هارون الجزائري:كشفنا الحقائق التي تستهدف وحدة الوطن...وندعو إلى احترام الآخر
هارون،ابن مدينة الورود البليدة ، اختار نهج توعية الشباب بالكشف عن بعض الحقائق التي كانت تستهدف استقرار الوطن ووحدة ابنائه عبر صفحة هارون الجزائري التي تحمل اسمه المستعار .
يؤمن هارون بالحوار مع أي طرف واحترام الآخر مهما اختلفت الايديولوجيات والافكار والقناعات بعيدا عن أي تخوين لأنه بالتحاور والنقاش وتبادل الأراء ....-يقول-سنصل في الأخير إلى نقاط تلاق مشتركة وأكيد مصلحة الجزائر فوق كل اعتبار أبرزها.
الناشط الفايسبوكي اسامة انيس :يجب أن نتعلم كيف نختلف قبل أن نتفق
من جهته يعتقد أسامة أنيس اطار نقابي وناشط في مواقع التواصل الاجتماعي ،الذي ينشر عبر صفحته Oussama Anis منشورات ساخرة تحسيسية أن ثقافة التحاور تنطلق من" يجب أن نتعلم كيف نختلف قبل أن نتفق" ...وهو ما ينقصنا في مجتمعنا .
وأضاف بالقول "كوننا نخاف من ايديولوجية ومذهب وعرق الآخر-يضيف المتحدث ذاته- جعلنا متقوقعين على أنفسنا بطريقة رهيبة،ولهذا رأينا أنه من واجبنا أن نقف مع "خاوتنا" جنبا إلى جنب بالعمل على ترسيخ هذه الثقافة على أساس أن الاختلاف لايفسد للود قضية".
بكيس:الفضاء الأزرق أشرك الجميع في النقاش دون تمييز... ومن هنا يبدأ الحوار
من جهته يرى الأستاذ في علم الاجتماع السياسي نور الدين بكيس أن الفايسبوك له دور كبير في ترقية الحوار لأنه فتح مجال النقاش بشكل واسع وبدون حدود بإشراك الجميع دون رتب أو تمييز ...ومن هنا يبدأ الحوار.
وهذا لم تستطع أي وسيلة فرضه إلا مواقع التواصل الاجتماعي-يضيف بكيس– مما سمح لنا بالدخول في معادلة تنشئة سياسية حيث أصبحنا اليوم نعيش في فضاء وحيد رغم ما يوجد فيه من شوائب وأخطاء إلا انه يقوم بدور وظيفي غاب عن كل الفضاءات الأخرى.
المصدر:ملتيميديا الإذاعة الجزائرية-حنان شارف