مقتل 23 مصريا في سقوط صاروخ على مسكنهم بطرابلس ومعارك بنغازي تخلف 36 قتيلا

 تجدد القصف الصاروخي في محيط مطار طرابلس الدولي والمناطق القريبة منه صباح هذا الأحد ، فيما تفيد الأخبار أن أصوات الإنفجارات تسمع في مناطق مختلفة بالعاصمة  طرابلس. وفي الوقت الذي لم تتوفر فيه لحد الآن أية معلومات عما تكون قد اسفرت عنه معارك هذا الصباح ، فإن التقارير تحدثت عن عشرات الضحايا بين قتيل وجريح . فيما علم أن 23 عاملا مصريا لقوا حتفهم بمنطقة الكريمية بالعاصمة الليبية طرابلس أمس  جراء سقوط صاروخ  جراد على مسكنهم.

وقد أعلنت الخارجية المصرية  أنها تتابع القضية عن كثب ، مضيفة أنها تقوم بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المصرية والسلطات الليبية للتأكد من الخبر وتقديم المساعدات والتسهيلات المطلوبة في حالة صحة هذه الأنباء.  

للإشارة فأن رحى هذه المعارك الطاحنة بإستعمال مختلف الأسلحة الثقيلة ، تدور بين مقاتلي الزنتان الذين يسيطرون علي المطار منذ سقوط النظام السابق ، وبين تشكيلات من مقاتلي مصراتة ، متحالفين مع غرفة مقاتلي ليبيا المحسوبة على الإسلاميين . وهؤلاء يرفعون شعار وضع حد لهيمنة مقاتلي الزنتان على هذه المؤسسة الحيوية .

وبالإضافة الى غلق المطار وتوقف الملاحة من وإلى ليبيا ، فإن هذه المواجهات ألحقت أضرارا مادية بالمطار ومنشآت مدنية أخرى ، منها مستودع خزنات النفط ومخازن الأدوية علاوة على إحراق 20 طائرة من الأسطول  الليبي المجدد حديثا ، قدرت بحوالي ملياري دولار بحسب الخبراء.

مدينة بنغازي تشتعل تحت نيران الفصائل المسلحة 

وفي عاصمة الشرق الليبي بنغازي ، خلفت الإشتباكات المسلحة بين "مجلس شورى ثوار بنغازي" وقوات الخاصة (الصاعقة) بالجيش الليبي التي دارت رحاها أمس السبت خلفت 36 قتيلا وأكثر من 50 جريحا.

وأوضح مصدر عسكري أن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت بين شورى ثوار بنغازي وبين القوات الخاصة (الصاعقة) بالجيش الليبي والتي يرأسها ونيس بوخمادة . وقد كان  محيط مقر الصاعة بمنطقة بوعطني ببنغازي مسرحا لهذه الإشتباكات . 

وأشار المصدر إلى أن "جل القتلى والمصابين هم من العسكريين التابعين للصاعقة الى   

جانب  سقوط عدد من المدنيين". هذا وكانت هذه البؤرة الأخرى من التوتر قد أندلعت بعد إعلان "مجلس شورى ثوار بنغازي" يوم الخميس الماضي اقتحامه  لعدد من معسكرات الجيش الليبي وسيطرته عليها. 

وعلى إثر تلك المواجهات في محيط معسكرات تابعة للقوات الخاصة والصاعقة جنوب وسط مدينة بنغازي التي استمرت لنحو ثلاثة أيام ، لقي 54 شخصا حتفهم  وأصيب قرابة المائة(100) بجروح ، معظمهم من العسكريين. 

إشتباكات أمس السبت كانت الأعنف والتي قتل فيها عشرة أشخاص وجرح أكثر من إثنين وخمسين (52) ، جراء اطلاق صواريخ وقذائف عشوائية على عدة مناطق آهلة بالسكان وسط مدينة بنغازي. 

ونتيجة العدد الكبير من الجرحى واجهت المصالح الإستشفائية صعوبة في التكفل بالمصابين ، حيث ناشد مصدر طبي أهالي المدينة بسرعة التبرع بالدم من كافة الفصائل نظرا للنقص الشديد بالمركز ، مشيرا إلى أن مصرف الدم الرئيسي بمنطقة الليثي مغلق نتيجة الإشتباكات القريبة منه.

وأوضح المصدر أن أغلب الحالات التي وصلت للمركز والعيادات الخاصة كانت إصاباتهم متفاوتة ومن عدة مناطق ، منها منطقة بوعطني والقوراشة والمساكن الجاهزة ، بالإضافة إلى منطقة الليثي والحدائق.

الميليشيات المسلحة تقود البلاد الى الهاوية 

ونتيجة هذه الحرب العمياء بين الميليشيات على الزعامة ، تقوم الدول الواحدة تلو الأخرى بسحب دبلوماسييها ودعوة رعاياها الى مغادرة البلاد . فبعد إجلاء واشنطن لدبلوماسييها من العاصمة الليبية طرابلس، حذرت الفورين أوفيس من لندن المواطنين البريطانيين من السفر إلى ليبيا  وطالبت رعاياها في هذا البلد الذي يعيش حاليا في حالة من الفوضى الأمنية  بسرعة المغادرة.

وفي بيان الخارجية البريطانية ، الذي تضمن نصح البريطانيين بعدم السفر إلى ليبيا ، وحث الرعايا المقيمين بها على المغادرة الآن بالوسائل التجارية" ، أعلن عن تخفيض عدد الموظفين في السفارة البريطانية في ليبيا.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وبسبب الأوضاع الأمنية ، قد أجلت موظفيها الدبلوماسيين تحت حراسة مشددة عبر الحدود إلى تونس ، فيما غادرت سفيرة واشنطن لدى ليبيا ديبورا جونز أمس السبت بواسطة طائرة خاصة من مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد طلبت منذ شهرين من رعاياها مغادرة ليبيا فورا ، بسبب "الوضع الطارئ وغير المستقر" في البلاد. فيما  كانت السفيرة الأمريكية قد عينت بطرابلس في يونيو من العام الماضي ، خلفا لكريس ستيفنز الذي قتل يوم 11 سبتمبر في هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي شرق البلاد.

المصدر: موقع الإذاعة الجزائرية 

 

 

العالم, افريقيا