تناول برنامج "منتهى السياسة" لإذاعة الجزائر الدولية تطورات الملف الليبي خاصة أمام تزايد حدة العنف بسبب الميليشات المسلحة الخطيرة في ظل احتمال حدوث تدخل عسكري لإنهاء هذه الأزمة المعقدة حيث أكد المشاركون في هذا العدد على أن التدخل العسكري بات أمرا واردا بالنظر إلى تعشب هذه الأزمة معتبرين أن الموقف الجزائري يتبنى الخيار السلمي بدعوة الفرقاء الليبيين إلى الحوار ولكن في حال عدم قبول الليبيين بهذه المبادرة سيتصعد الوضع وستضظر الجزائر إلى الالتزام بتطبيق القرارات الأممية.
في هذا الجانب يرى العقيد المتقاعد رمضان حملات أن ليبيا تشهد انهيارا كبيرا في ظل الفوضى التي تعيشها فهي موجودة كبلد وليست كدولة وهذا الانهيار راجع إلى طبيعة نظام الحكم القائم منذ عهد القذافي الذي لم يتمكن من بناء دولة مؤسسات مؤكدا أنه أمام الأزمة المتشعبة التي تعرفها ليبيا هناك احتمال كبير للتدخل العسكري الأجنبي لفض هذا المشكل العويص .
وأضاف رمضان حملات أن الزيارات المتكررة للجزائر من قبل عدد من المسؤولين منهم رئيس أركان الجيوش الفرنسية كلها تشير إلى بوادر حدوث تدخل عسكري في ليبيا مشيرا إلى وجود بعض الطائرات التي تقصف ليبيا وهدفها ضرب المصراتيين الإسلاميين على حد تعبيره.
وعن مدى صمود الجزائر أمام الضغوطات الأجنبية خاصة الفرنسية في تبني خيار التدخل العسكري ابرز رمضان حملات أنه نستنتج من خلال تصريحات وزير الخارجية رمطان لعمامرة أنه أمام الوضع المتشعب والصعب الذي تعرفه ليبيا ستصبح الجزائر ملزمة تحت غطاء الشرعية الدولية بتطبيق وتنفيذ القرار الأممي معتبرا أن مسعى الجزائر لجمع الفرقاء الليبيين تحت طاولة الحوار يعد أمرا صعبا..
من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور زهير بوعمامة أن التدخل العسكري في ليبيا أمر مرجح لأنه لا زالت هناك فسحة ولو كانت قليلة بالعودة إلى الموقف الجزائري وتصريحات لعمامرة أن الجزائر مستعدة لجعع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار لإنهاء الأزمة تعتبر رسالة لأطراف أخرى تتصرف في المنطقة على أساس أن التدخل العسكري أصبح أمرا محسوما ولصالح طرف ضد طرف.
وأضاف المتحدث ذاته أنه هناك احتمال أن الليبيين أنفسهم لا يتجاوبون مع الطرح الجزائري كما انه يمكن أن تلقى الدعوة قبولا لدى بعض الأطراف الليبية موضحا أنه لا يوجد اختلاف أن المسألة معقدة في ليبيا ولديها تهديدات كبيرة ولكن يجب البحث عن حل يحسن الوضع ولا يعقده.
كما قال زهير بوعمامة "إنه هناك معطيين لاحتمال التدخل العسكري الأول داخلي يكمن في الخريطة المعقدة لليبيا بحيث لا يوجد موقف موحد فهناك من يبني حساباته على أساس السيطرة على مواقع الثروة والنفوذ من خلال التدخل العسكري الخارجي وفي حين تعلن أطراف أخرى عن عدائها الواضح لأي تدخل عسكري الذي سيزيد حسبها الأزمة تعقيدا.
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة سكيكدة محسن الهاشمي خنيش فقد تطرق إلى الوضع الليبي الذي اعتبره مزريا فليبيا –حسبه- دولة فاشلة تفتقر إلى سلطة مركزية وبالتالي فإن التدخل العسكري أمر وارد ولكن الإشكال يكمن في تحديد طبيعته.
وعن موقف الجزائر من التدخل العسكري في ليبيا أوضح محسن الهاشمي أن الجزائر تدعم الحل السياسي ولكنها لن تقف مكتوفة الأيدي معتبرا أن تصريحات لعمامرة تحمل الكثير من التحول في مبادئ السياسة الخارجية الجزائرية لأن حدة التوتر في ليبيا تملي على الجزائر التعديل في بعض المواقف فالجزائر مستعدة لفتح الحوار و لن تتدخل عسكريا ولكنها قد تساعد بما يخدم مصلحتنا في هذا المجال ولن تعارض هذا الخيار لكن من دون إرسال الجنود إلى الخارج –كما قال- .
كما اعتبر محسن الهاشمي أن الوضع في ليبيا يختلف عن مالي لكون أن أطراف النزاع في ليبيا غير معروفة فكل يوم تظهر ميليشيات مسلحة خطيرة وهذا ما يصعب مسعى الجزائر في جمع الفرقاء على طاولة حوار واحدة وقد يتطلب- حسبه- عدة سنوات .
المصدر:الإذاعة الجزائرية