تشرع هذا الخميس الجالية التونسية المقيمة بالخارج في الإدلاء بأصواتها في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية لتختار رئيسها، في وقت تتواصل فيه الحملة الإنتخابية في يومها ما قبل الأخير لحشد الناخبين.
و عملية الٌاقتراع بحسب عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس نبيل بفون انطلقت من استراليا و من المقرر أن تنتهي يوم الإثنين 22 ديسمبر بسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية مشيرا إلى ان كل المؤشرات تدل على استكمال هذا الاستحقاق الانتخابي بنجاح.
كما أكد عضو الهيئة الأنتخابية التونسية على أن هذه الأخيرة اتخذت كل التدابير الضرورية لتلافي الإختلالات المسجلة في الدور الأول من الإنتخابات التشريعية.
و من المنتظر أن تصل اليوم إلى تونس بعثة ملاحظي جامعة الدول العربية تحسبا للجولة الثانية من الإنتخابات الرئاسية و تتكون من 15 ملاحظا ينتمون إلى 7 جنسيات عربية .
الدورة الثانية للانتخابات التونسية..آخر محطة للخروج من المرحلة الانتقالية
وتعتبر الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التونسية التي ستجرى يوم الاحد القادم آخر محطة للخروج من المرحلة الانتقالية التي دامت أربعة سنوات بعد إسقاط الرئيس السابق زين العابدين بن علي و بالتالي ترسيخ سلطة شرعية دائمة.
وتتميز هذه الدورة التي يشارك فيها زعيم حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي البالغ من العمر87 عاما والرئيس المؤقت محمد منصف البالغ من العمر 69 عاما بالوضوح التام أمام الناخبين الذين سيكون اختيارهم بين متنافسين إثنين عكس الدورة الاولى التي جرت المنافسة فيها بين 27 مرشحا حيث وجد فيها كبار السن صعوبة في اختيار من يصوتون لصالحه.
وستكون لتونس بعد إنتخاب الرئيس الجديد سلطة ثابتة تتولى تسيير الشأن العام في البلاد لمدة خمسة سنوات قادمة في ظل التوافق بين الاطراف السياسية الفاعلة لاسيما بعد التفاهم الذي حدث بين نداء تونس وحركة النهضة في مجلس نواب الشعب الذي عاد فيه منصب النائب الاول لرئيس المجلس لهذه الاخيرة.
وقد أصبح من المعلوم لدى جميع الاطياف السياسية والمنظمات الوطنية أنه ليس بإستطاعة أي حزب سياسي مهما كان وزنه وثقله وسط الشعب التونسي تسيير البلاد بمفرده بل سيضطر الى اشراك الاطراف الاخرى في السلطة وفي اتخاد القرارات ذات البعد الوطني.
كما ستضع هذه الجولة من التنافس على كرسي قصر قرطاج تونس على أعتاب الجمهورية الثانية التي تميزها التعددية السياسية التي تم إقرارها بعد ثورة 2011 وذلك خلافا للجمهورية الاولى التي كان النظام فيها أحادي الطابع خلال عهدي الرئيسين بورقيبة وبن علي.
منافسة قوية بين السبسي والمرزوقي لكسب أكبر عدد من المساندين
وتؤكد كل المؤشرات على أن هذا الدور ستكون المنافسة فيه قوية بين السبسي والمرزوقي لاسيما في ظل سعي الطرفين لكسب أكبر عدد من المساندين لهما من الاحزاب والمنظمات والشخصيات لحسم الصراع الدائر بينهما على منصب رئيس الجمهورية.
وفي هذا السياق فإن المرشح السبسي يتقدم على نظيره المرزوقي في عدد الاحزاب التي أعلنت عن مساندتها له كالاحزاب الدستورية التي أنبثقت عن حزب الرئيس المخلوع بن علي والتي يقودها من كانوا ضمن طاقمه الحكومي إضافة الى دعم بعض الاحزاب له مثل الاتحاد الوطن الحر والجبهة الشعبية التي تضم 11 حزبا وحركة آفاق تونس الى جانب عدد من الاحزاب الصغيرة.
أما المرشح المرزوقي فقد أصطفت الى جانبه مجموعة من الاحزاب اليمينية الصغيرة التي ليس لديها وزن انتخابي كبير كالتيار الديمقراطي وحركة الوفاء وحزب البناء المنشق عن حركة النهضة وكذا الاحزاب الاسلامية الصغيرة التي ليس لها تمثيل في البرلمان وبعض مناضلي حركة النهضة الذين صوتوا لصالحه خلال الدور الاول.
ترجيح إلى كفة السبسي للفوز بالدورة الثانية للانتخابات
وإنطلاقا من ذلك فقد رجح عدد من المتتبعين للمشهد السياسي في تونس كفة المرشح السبسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لكثرة الاحزاب والمنظمات المساندة له فضلا عن أصوات مناصري الاحزاب العلمانية والتقدمية واليسارية التي تشتت خلال الجولة الاولى التي ستكون من نصيبه.
ويشار الى أنه في حالة تساوي المرشحين في اصوات الناخبين فإن قانون الانتخابات التونسي يرجح السبسي على المرزوقي صاحب بإعتباره الاكبر سنا لمنصب رئيس الجمهورية .
ويذكر أن السبسي قد تحصل خلال الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية على 46 ،39 بالمائة من أصوات الناخبين بينما تحصل المرزوقي على 43 ،33 بالمائة من اجمالي الاصوات المعبر عنها.