ناقش برنامج "منتهى السياسة" لإذاعة الجزائر الدولية، هذا الثلاثاء، الإستراتيجية الدولية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق "داعش" الذي تزايد نفوذه بشكل كبير حيث أكد المشاركون على ضرورة اتخاذ إستراتيجية شاملة لمواجهة هذا التنظيم .
وفي هذا الجانب يرى العقيد المتقاعد رمضان حملات وضع إستراتيجية شاملة لمحاربة "داعش" كفكر وكتنظيم معتبرا أن الإستراتيجية التي انتهجتها أمريكا وحلفاؤها في مقاومة داعش خاطئة ولا يوجد أفضل من خيار الهجوم البري لإضعاف هذا التنظيم وحسم الأمور .
وأكد رمضان حملات أن تنظيم "داعش" الذي جاء نتيجة لسياسة غربية عرف توسعا كبيرا فالأنظار كلها متجهة إلى سوريا والعراق. فهذا التنظيم الذي يضم 20 ألف مقاتل أجنبي أصبح ممثلا في أكثر من نصف العالم خاصة أوروبا وإفريقيا مما يجعله يشكل خطرا كبيرا على العالم.
هذا ورافع الدكتور رامي الخليفة العلي من باريس على الحل السياسي في مواجهة تنظيم داعش من خلال إيجاد أرضية سياسية باعتماد معالجة اجتماعية وسياسية واقتصادية للظروف التي تعيشها المنطقة لإطفاء فتيل التطرف ومواجهته .
كما أشار رامي الخليفة العلي إلى الانحراف الإيديولوجي الذي عرفته التيارات الإسلامية والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة تسببت في بروز تنظيم "داعش" وقبلها تنظيم القاعدة مضيفا أن ثورات الربيع العربي أفرزت صراعا بارزا بين الإسلاميين والعلمانيين وغيبت مطالب الشعوب من القضاء على الاستبداد والديمقراطية .
من جهته يعتقد الدكتور زهير بوعمامة بضرورة اتخاذ إستراتيجية شاملة لمواجهة "داعش" بالتعامل مع هذه المسألة بعمق من خلال معرفة الشروط الموضوعية لظهور هذا التنظيم وتوسع نفوذه .
واعتبر زهير بوعمامة أن تنظيم الدولة الإسلامية لبلاد الشام والعراق وليد لحالة سوسيولوجية نتيجة الظروف التي شهدتها المنطقة حيث تعيش أزمة بنيوية وممارسات طائفية واضحة مما جعل الخطاب التطرفي يستفحل بشكل كبير .
أما الباحث في قضايا الفكر والتراث ياسين اعمران أكد على ضرورة مراجعة التراث الفكري الديني وخلق نخبة جديدة تتكفل بمعالجة المفاهيم القديمة لأنه هناك بعض المفاهيم استنبطت بشكل خاطئ وتنظيم داعش هو نتاج لمنظمة تأصيل لم تعد صالحة في الوقت الراهن.
المصدر:الإذاعة الجزائرية